العلاقة المستجدة بين السعودية والعراق محاولة سعودية لإستعادة العراق إلى الحضن العربي فهل تستطيع السعودية فرض إرادتها على العراق مقابل السيطرة الإيرانية؟
 

في المعلومات الواردة من العاصمة العراقية بغداد وتعليقا على زيارة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إلى العراق تحدث قيادي بارز في اتحاد القوى السنية أن الزيارة كان مخططا لها منذ وقت ليس بالقصير ولكنها كانت تتعثر كل مرة بسبب حادثة هنا او تصريح هناك مؤكدًا على أن مسؤولين أميركيين لعبوا دورا كبيرًا في ترطيب العلاقات بين الرياض وبغداد منذ وصول الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب إلى سدة الرئاسة الأميركية. 
وذكرت مصادر عراقية أن الزيارة لم تكن مفاجأة وقد سبقها مشاورات استمرت لشهور بين رئيس جهاز المخابرات العراقي مصطفى الكاظمي والدبلوماسي الأميركي المخضرم زلماي خليل زادة والجنرال الأميركي المتقاعد ديفيد بترايوس مع مسؤولين سعوديين بارزين. 
وعكست زيارة الجبير إلى بغداد رغبة سعودية في تشجيع العراق على التخلص التدريجي من الهيمنة الإيرانية على القرار الوطني العراقي. 
وتجدر الإشارة إلى أن إيران كانت ملأت الفراغ الذي تركه الإنكفاء الأميركي عن الساحة العراقية واستطاعت طهران أن تتحكم بالقرار الوطني العراقي بعد فرض شخصيات تابعة لها من الإمساك بمفاصل الحكم العراقي وعلى رأسهم نوري المالكي الذي تولى منصب رئاسة الوزارة العراقية على مدى ثمانية سنوات ومعلوم أن المالكي هو رجل إيران القوي في العراق وكذلك فإن الحرس الثوري الإيراني أنشأ ميليشيات الحشد الشعبي وهي مكون عسكري مسلح مرادف للجيش النظامي العراقي وفيه الكثير من أوجه الشبه مع حزب الله اللبناني المسلح والذي يشكل أيضًا تنظيما عسكريًا مرادفًا للجيش اللبناني تحت مسمى المقاومة الإسلامية. 

إقرأ أيضًا: صراع الهيمنة في الشرق الأوسط.
وبالعودة إلى زيارة الجبير إلى بغداد فإن الرغبة السعودية في استعادة العراق للصف العربي تلتقي مع ضغوط إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي للنأي ببلده عن التحالف مع إيران التي بدأت الإدارة الأميركية الجديدة في تطويقها بتحالف أوسع يضم واشنطن وانقرة وعدة عواصم عربية من بينهم الرياض. 
وعقب لقاء جمعه بنظيره العراقي إبراهيم الجعفري قال الوزير السعودي أن الزيارة تأتي لأعادة العلاقات الثنائية بين البلدين إلى مسارها الصحيح مشيرا إلى أن المملكة العربية السعودية تقف على مسافة واحدة من كافة المكونات العراقية وتدعم وحدة واستقرار العراق. 
وفي البيان الصادر عن مكتب العبادي إثر اللقاء الذي جمعه بالوزير السعودي أنه تم خلال هذا اللقاء بحث عدة ملفات أبرزها التعاون بين البلدين لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية داعش الإرهابي. 
وجاء في البيان أن اللقاء بحث أيضا التأكيد على أهمية بذل المزيد من الجهود من أجل التعاون  لمحاربة الإرهاب. 
ونقل البيان عن الجبير تأكيده دعم السعودية للعراق في محاربة الجماعات الإرهابية بكافة أشكالها وتنوعاتها مبديا استعداد المملكة لدعم الاستقرار في المناطق المحررة من داعش. 
وأكد الجبير أن هناك رغبة سعودية للعمل على فتح منفذ الجميمة الحدودي وبحث ملف تشغيل الخطوط الجوية المباشرة بين البلدين. 
وكشف مسؤول بوزارة الخارجية العراقية عن أن الجبير قال لمسؤولين عراقيين في بغداد أن السعودية تعتزم تعيين سفير جديد لدى العراق. 
وكشفت المصادر أن جدول أعمال زيارة الجبير إلى بغداد تضمن استماع الرياض لوجهة نظر بغداد بشأن المستقبل السياسي للبيت السني العراقي وتحديدا مسار الاعتدال لدعمه يضاف إلى ذلك عرض السعودية لتصوراتها حول الوضع في المنطقة في ظل التصعيد الإيراني. 

إقرأ أيضًا: لبنان من فتح إلى حزب الله
سياسي عراقي على صلة بإدارة ترامب قال بأن الزيارة في هذا التوقيت هي محاولة لأبعاد القرار الرسمي للحكومة العراقية عن اي تبعية نتيجة التفاعلات لأي أزمة محتملة بين الخليج وتركيا بدعم أميركي من جهة وإيران من جهة ثانية. 
محلل سياسي عراقي اعتبر زيارة عادل الجبير إلى العراق تمثل تطورا جديدا في الدبلوماسية السعودية لمقاربة الحالة العراقية ميدانيا. موضحا أن هذه المقاربة لا تنفصل عن سياسة أميركية جديدة في المنطقة تهدف إلى مكافحة ما تسميه بتمدد النفوذ الإيراني في العراق وسوريا ولبنان واليمن.