أسبابٌ غير واضحة المعالم حول إشتباكات عين الحلوة أمس، رُجح أنها بسبب الزيارات ولكنها بالطبع ليست على القضية، إشتباكاتٌ بطعم القتال بالأسلحة الصاروخية يكاد غبارُ دخانها يصل إلى فلسطين ويهدد لبنان
 

لم يكن مخيم عين الحلوة هادئاً ولو لمرة واحدة، ذلك المخيم الذي من المفترض أنه يحتضن لاجئين وأحياء فقيرة تعيش على أمل قضية العودة، تحول إلى ملجأً للعديد من الإرهابيين، وعمليات التفجير، والإغتيال، والإشتباكات المتكررة وآخرها إشتباكات الصفصاف - البركسات.
قتالٌ جديد في أحياء مخيم عين الحلوة، قتالٌ ليس على القضية أو مع العدو الإسرائيلي، إنما لأسبابٍ غير واضحة اختلفت الوسائل الإعلامية على تحديدها، وفي صباح اليوم لوّح دخان المخيم المتصاعد إلى إنتهاء تلك الإشتباكات،لكن  غباره المتكررة تكاد تصل إلى فلسطين.
وبالعودة إلى المشهد، فقد اندلعت منذ يومين الإشتباكات في أحياء مخيم عين الحلوة بين عناصر إسلامية متشددة في حي الصفصاف وعناصر من حركة فتح في حي البركسات، بدأت بتبادل القنص وإلقاء القنابل وصولاً إلى معركة حادة أستُخدمت فيها أسلحة صاروخية ورشاشة، وتسببت الإشتباكات في إصابة مدنيين بينهم طفلة، وتضرر المنازل والمؤسسات التجارية والسيارات، وتوقف الحركة في أحياء وشوارع المخيم، ونزوح العائلات الفلسطينية باتجاه صيدا، وغير ذلك  من الأضرار المادية. 

 

إقرأ أيضًا: عندما يصبح الفايسبوك مصدر أخبار الإعلام
وعن أسباب تلك الإشتباكات فقد تعددت الاسباب من إشكال فردي إلى زيارات متتالية كما رجح البعض؛ سواء  زيارة الإطمئنان كزيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس للبنان، أو زيارة "تفقدية" كزيارة جليلة دحلان عقيلة عضو اللجنة المركزية المفصول من حركة فتح محمد دحلان، لكن ما بين الزيارة والزيارة إندلعت المعركة. فزيارة الرئيس محمود عباس والتي كانت تهدف إلى البحث في وضع اللاجئين الفلسطينين في لبنان والأهم موضوع السلاح الفلسطيني، ساهمت بردة فعل سلبية بهدف تعطيل المباحثات من قبل الأطراف المتضررة منها وما ستؤول إليه من نتائج.
وفي السياق ذاته، صادف توقيت إندلاع الإشتباكات زيارة جليلة دحلان الى حي البراكسات، ورغم أن الكثير اعتبر ان إطلاق النار جاء مجرد مصادفة لتلك الزيارة التي كان هدفها تفقد وتقديم المساعدات للسكان، إلا أن البعض يرجح أن أطراف "فتحاوية" أطلقت النار عشاوائياً رفضاً لتلك الزيارة وبهدف توتير الوضع الأمني داخل المخيم. في وقت تشير مصادر فلسطينية الى "ان القيادي دحلان نجح في إستقطاب مجموعات كبيرة من حركة فتح في مخيم عين الحلوة إلى صفوفه."

وفي المقابل، اختارت حركة فتح "الحسم العسكري" هذه المرة، تزامناً مع "استقدامها عشرات المقاتلين من مخيمات الجنوب وبيروت إلى مخيم عين الحلوة" حسب ما أفادت مصادر فلسطينية مطلعة، ولم تتردد "فتح" بالتأكيد على أنها "سترد الصاع صاعين ولن تسكت في حال بقيت المجموعات التي وصفها قائد الأمن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي أبو عرب بالمأجورة وصاحبة أجندات خارجية"، مشيراً إلى "أن حركة فتح كانت وما زالت حريصة على أمن عين الحلوة وأبناء شعبه".

 

إقرأ أيضًا: أطفال داعش: إجبار الطفولة على الإرهاب
أما اليوم ورغم عجز القيادات الفلسطينية على اتخاذ قرارات وإجراءات حاسمة تحد من معارك عين الحلوة المتكررة، فمن المفترض أنه سيُقعد اجتماعاً لفصائل منظمة التحرير الفلسطينية، في سفارة فلسطين في بيروت برئاسة السفير أشرف دبور، لدراسة الوضع المستجد، علماً أن هناك اتصالات تجري لتوسيع إطار هذا الاجتماع ليشمل فصائل وقوى فلسطينية أخرى.

وأخيراً انتهت إشتباكات عين الحلوة بدخانٍ متصاعد تصاعد مع حدة المعركة، وبعد أن أصبح المخيم مركزاً عسكرياً خطيراً يتخرج منه مقاتلون  إلى ساحة القتال لاسيما في سوريا والعراق، وتحول إلى مربعات أمنية مقفلة تهدد بهجمات ارهابية تطال الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل سابقاً، وأخيراً وليس آخراً إن ذلك "الفلتان الأمني" ومجموعة الأسلحة الصاروخية الموجودة في المخيم لا تزال تهدد الأمن الوطني اللبناني والفلسطيني على السواء.