دعت هيئة التنسيق النقابية إلى الإضراب والتظاهر اليوم تحت عنوان إقرار بنود سلسلة الرتب والرواتب وذلك تزامنا مع جلسة مجلس الوزراء التي تعقد اليوم.
وكذلك خرج الاجتماع الماراتوني لرابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي يوم أمس، بإعلان الإضراب ليومين متتاليين: اليوم الأربعاء وغداً الخميس، وقد التزمت الرابطة إضراب هيئة التنسيق النقابية اليوم من أجل إقرار سلسلة الرتب والرواتب وأعلنت المشاركة في الإعتصام الذي تنفذه، عند الثالثة والنصف من بعد الظهر، في ساحة رياض الصلح.
كما تنفذ الرابطة، غداً، تحركها الخاص من أجل استعادة الموقع الوظيفي للأساتذة الثانويين.
مطالب هيئة التنسيق النقابية منذ سنوات لا تزال على حالها وفي كل عام تتجدد المطالبة بإقرار الحقوق حسب الظروف السياسية التي تشهدها البلاد، إلا أن المستغرب في التحرك الجديد هو تضامن الأحزاب المشاركة في الحكومة مع هذه الدعوة للإضراب والتظاهر بشكل يصح تسميته الحكومة تتظاهر ضد الحكومة.

 

إقرأ أيضًا: حفلة الضرائب الجديدة
فقد توالت البيانات المؤيدة للاضراب العام الذي دعت اليه هيئة التنسيق النقابية اليوم الأربعاء الواقع فيه 22/2/2016 أمام السراي الحكومي من اجل اقرار بنود سلسلة الرتب والرواتب، ودعت التعبئة التربوية في حزب الله إلى أوسع مشاركة في الاعتصام أثناء إنعقاد جلسة مجلس الوزراء الساعة 3:30 ب.ظ من أمام السراي الحكومي وأكدت في بيان لها على مواقفها الداعمة والمؤيدة لتحرك هيئة التنسيق النقابية لتحقيق مطلب إقرار سلسلة رتب ورواتب عادلة، وأشادت "بالموقف الوطني داخل هيئة التنسيق" وتمنت "استمرار التوافق بين مكوناتها والعمل المشترك خدمةً لقضايا المعلمين والأساتذة".
وفي السياق نفسه، دعا المكتب التربوي المركزي في حركة "أمل" الى المشاركة الكثيفة في الإعتصام وأشار المكتب في بيان له إلى أن "حركة أمل ومنذ نشأتها نادت وعملت على محاربة الظلم ورفع الحرمان عن كل المحرومين، وكانت على الدوام رأس حربة دفاعًا عن حقوق الاساتذة والمعلمين والموظفين والمتقاعدين والمتعاقدين والقوى الأمنية.
وتابع البيان انه "بعد المستجدات الأخيرة المتعلقة بملف سلسلة الرتب والرواتب، فإن المكتب التربوي يدعم ويقف الى جانب الأساتذة والمعلمين والموظفين والمتقاعدين والمتعاقدين في تحركاتهم دفاعًا عن سلسلة الرتب والرواتب.
ومن جهته، أعلن المكتب التربوي في "التيار الوطني الحر" موقفه الداعم والمؤيد للإضراب العام والشامل الذي دعت إليه هيئة التنسيق النقابية كما دعا المعلمين إلى المشاركة الكثيفة في الإعتصام المركزي من أجل الوصول الى إقرار سلسلة الرتب والرواتب بطريقة عادلة.

إقرأ أيضًا: شرعنة الإستيطان ومصادرة أراضٍ فلسطينية جديدة بغياب عربي كامل
وبدورها، أكدت قيادة حزب "البعث -فرع البقاع" وقوفها الى جانب هيئة التنسيق النقابية في نضالها المشروع لإقرار سلسلة الرواتب المتعلقة بتصحيح الأجور للمعلمين والموظفين على حد سواء كجزء من حقوقها
ودعت على لسان رئيس مكتبها التربوي الى الإلتزام بالإضراب يوم غد والمشاركة الى جانب المعلمين، وحثّ الحكومة والمجلس النيابي بالاقلاع عن التلاعب وقذف المسؤوليات والشروع فورًا في احقاقها وصرفها لمستحقيها، وهي حق وبات من المعيب تأخيرها.
واللافت في هذه الدعوات أن كل الأحزاب التي أيدت التظاهر ودعت إليه ممثلة بالحكومة التي تجتمع اليوم الأمر الذي يؤكد على ازدواجية المواقف وإستغباء الناس والرأي العام من قبل هذه الأحزاب الممثلة بالحكومة.
ومع كل تحرك مدني تلجأ هذه الأحزاب الى استغلال الناس في بؤسهم وتعاستهم وتحركهم في الوقت الذي تعتبر فيه هذه الأحزاب هي المسؤولة عن إقرار القوانين سواء في الحكومة من خلال وزرائها أو في المجلس النيابي من خلال نوابها.
هذا المشهد المضحك و المبكي في آن يبعث على السخرية من طبقة سياسية تجيد استغلال الواقع لمصالحها السياسية والحزبية والإنتخابية فيما يصدق المواطن اللبناني هذا الكذب ويتعامل مع الحالة كما لو أن هذه الأحزاب تقف فعلا إلا جانبه.