يستعين اللواء أشرف ريفي بمثل صيني للردّ على سؤال بديهي يطرح في أي مناسبة أو لقاء أو مصادفة. لدى سؤاله عن رؤيته لوضع البلد، وما قد تأتي به الانتخابات النيابية المقبلة، يسارع إلى الاجابة بأن "الثابت الوحيد هو أن كل شيء يتغير". ومن ذلك ينطلق في عنونة معركته الانتخابية، التي يريد خوضها، "أياً كان القانون"، معتبراً أنه سيشكّل قوة تغييرية لأن البلد لم يعد يحتمل هكذا سياسات منتهجة من قبل الطبقة التقليدية، قائمة على منطق التحاصص وتوزيع المنافع". لا يحسب ريفي نفسه على الطبقة السياسية التقليدية، حتى لدى سؤاله عن تحالفاته التي من المفترض أن ينتهجها انتخابياً، يجيب فوراً بأن حليفه الثابت هو المجتمع المدني، "أي الخامات الجديدة، التي لم تتورط مع هذه الطبقة السياسية في تحالفات المنافع".

يتحدث ريفي بثقة لـ"المدن" عن استعداداته للمرحلة المقبلة، ويقول إن الناس سئمت هذه السياسات، والوعود المغدقة، وتريد الأفعال ومن يحكي لغتها وهمومها. على هذا يراهن في المعركة التي يستعد لها ويقول: "لدي حضور في عدد من المناطق، من بينها في ثماني دوائر انتخابية ستترشح فيها لوائح كاملة، لخوض الانتخابات وتشكيل نواة كتلة نيابية تكون بذرة أولى للتغيير. ولن تدخل في أي من الصفقات التي يجري إبرامها بين الحلفاء والخصوم".

يراهن على الانتخابات ليس لأجل تحصيل كتلة نيابية فحسب، بل "لتصحيح مسار الأمور بعد التسوية السياسية التي حصلت مؤخراً.. وهي أشبه بمؤامرة على الشعب اللبناني، وكل من شاركوا فيها، هدفوا إلى حماية مصالحهم المادية وغير المادية". أما في الانتخابات فإن الناس ستقول كلمتها". ولا يسقط ريفي من حساباته المتغيرات التي تحصل على الصعيد الدولي والتي لا بد أن تؤثر على لبنان، خصوصاً بعد انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة والسياسة الخارجية المفترض أن يتخذها في المنطقة".

الدوائر الانتخابية التي سيخوض فيها ريفي المعركة هي: طرابلس، المنية الضنية، عكار، بيروت الثانية والثالثة، إقليم الخروب، البقاع الغربي والبقاع الاوسط. ويشير إلى أن هناك العديد من الوفود في هذه المناطق تزوره معلنة تأييدها له ولمواقفه. أما عن التحالفات فمازال من المبكر الحديث عنها في انتظار معرفة وفق أي قانون ستجري الانتخابات. بالنسبة إليه فإنه مستعد لخوض المعركة وفق أي قانون. ويشير إلى أن المعطيات حتى الآن لا تستبعد اعتماد القانون المختلط، في انتظار حصول توافقات على تفاصيل معينة حول كيفية توزيع المقاعد والدوائر. وهذا، قد يؤدي، وفقه، إلى تأجيل الانتخابات لبضعة أشهر. ولا يخفي ريفي أنه يفضل قانون الثلاث عشرة دائرة على أساس النسبية، "لأن هذا القانون يشكل التمثيل الحقيقي لكل الأطراف. ولكن في ظل سلاح حزب الله، الذي يضبط بيئته بقبضة حديدية، لا يمكن اعتماد هذا القانون لأنه يمنح الحزب تسجيل العديد من الأهداف في البيئة السنية، ويستطيع الحصول على غطاء سنّي في الندوة البرلمانية، فيما إمكانية خرقه في بيئته تبدو شبه مستحيلة".

يرسم ريفي خطوطاً عريضة لصورة تحالفاته، أولها أنه في عكار مثلاً سيكون مستعداً للتحالف مع بعض القوى المسيحية كالقوات أو الكتائب، إذا ما أرادا ذلك وكانت تحالفاتهما مع القوى الأخرى تجري بشكل منفصل من منطقة إلى منطقة. "مازال الكلام مبكراً، واستطلاعات الرأي في تلك المناطق قد تدفع البعض إلى اتخاذ قرارات مغايرة للتي يريدون اتخاذها".

ولكن، ماذا عن المرشحين الذين سيكونون على اللوائح التي يدعمها ريفي؟ يجيب بأنه يسير وفق منطق أهل مكة أدرى بشعابها. وهو سيلتقي مجموعة من كل منطقة للتشاور معها حول كيفية الترشيح، أو إذا ما كان هناك مرشحين في منطقة معينة على تقارب من وجهة نظره ورأيه السياسي فسيكون داعماً لها بالتأكيد، ولا يريد فرض أي مرشح. للإقليم والشوف خصوصية سيراعيها، معتبراً أنه لن يرشح أي درزي على تناقض مع إرادة النائب وليد جنبلاط، على عكس ما قد يحصل في المناطق المسيحية التي فيها تنوّع وتحتمل ذلك.

يهتم ريفي العائد من جولة خارجية، بالتطورات الاقليمية والدولية التي ستشهدها المرحلة المقبلة، معتبراً أنه من لا يقرأ طالع هذه التطورات والمتغيرات فهو غير متبصّر. وهذا بالتأكيد سيكون له إنعكاساته على لبنان، يسترجع التسوية التي حصلت ويقول: "لو تم تأجيل انتخاب عون لأسبوع واحد، لكانت الأمور تغيرت. وإيران لم تكن تريد انتخابات رئاسة، لكن التخوف من مجيء دونالد ترامب هو الذي دفعها إلى التسهيل، مقابل إستقتال الأطراف الأخرى على الدخول في التسويات التي تعود عليها بالمنفعة. ويكشف ريفي، إستناداً إلى معلومات لديه، أن هناك قراراً دولياً بخروج إيران وبالتالي حزب الله من سوريا، قائلاً: "الإتفاق الدولي والعمل المشترك بين دول الخليج، وتركيا مع الإدارة الأميركية، يؤكدان وجوب إخراج إيران من سوريا، والتحضير لعمل معيّن هناك، لقتال داعش وإنهاء التنظيم، على أن تستلم المعارضة السورية تلك المناطق. ولكن حينها، ماذا سيفعل حزب الله وهل سينعكس ذلك سلباً على لبنان؟ يجيب ريفي بأن الحزب حينها سيكون محتاجاً إلى من يحتضنه، ونحن مستعدون لاحتضانه باعتباره فريقاً لبنانياً، لكننا سنبقى على خصومة معه في حال بقي ملتزماً مشروعه الإيراني.

يتحفظ ريفي عن الكلام عن علاقته بتيار المستقبل، وإذا ما كانت هناك مساع لحصول تقارب بينهما. يذكر بأن التقارب بالنسبة إليه لا يكون الهدف منه شكلياً أو صورياً، إنما العودة إلى الثوابت. ويجيب عن السؤال في شأن اللقاء الذي عقده مع الوزير ثامر السبهان، في زيارته الأخيرة إلى لبنان، وقد حضر في جانب أساسي منه الرئيس فؤاد السنيورة: "المجالس بالأمانات. لكن حقيقة، ذهبت إلى الموعد المحدد، فكان الرئيس السنيورة هناك، والتقينا الوزير السبهان ثم غادر السنيورة وبقيت أنا". ولا يسقط ريفي احتمال أن يكون جمعه بالسنيورة من قبل السبهان يحمل رسالة معينة، أو ترتيباً متعمّداً. أما عن مضمون الحديث الذي دار فيتحفظ ويرفض الإجابة عن السؤال إذا ما كانت المملكة العربية السعودية تقوم بمسعى لإصلاح ذات البين بينه وبين الرئيس سعد الحريري.