الهدنة بين نصر الله ودول الخليج لم تدم طويلا فعاد السيد نصر الله لتخريب العلاقات اللبنانية الخليجية .
 

/ خذوا أسرارهم من صغارهم /. فالكثير من الخفايا والأسرار المحفوظة في الخزائن الإيرانية تتسلل إلى العلن من خلال التصريحات التي يدلي بها قياديون في حزب الله. ويمكن قرائتها من بين سطور خطب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. باعتبار أن حزب الله هو أحد أبرز مكونات الإستراتيجية الإيرانية الذي يلتزم بتنفيذ سياساتها وتوجهاتها. 

فما تضمنه خطاب السيد حسن نصرالله الأخير يوم الخميس الماضي في الذكرى السنوية للقادة الشهداء من رسائل في كل الاتجاهات يعكس مدى الارتباك الذي يعيشه الحزب ومن ورائه الدولة الداعمة له إيران في ظل المتغيرات الدولية والتطورات الإقليمية بعد وصول الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. 

فالهدنة بين حزب الله والدول الخليجية لم تطل كثيرا. وعاد الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله للهجوم على هذه الدول وبالأخص المملكة العربية السعودية. ما يشير على عدم صدق نوايا الحزب ومن خلفه إيران في الانفتاح على المملكة. كما روج له بعض المسؤولين الإيرانيين وعلى رأسهم الرئيس حسن روحاني الذي أنهى منذ أيام  جولة خليجية قام خلالها بزيارة كل من سلطنة عمان وإمارة الكويت. 

اقرأ ايضاً: إيران مع ترامب غيرها مع أوباما

وكانت طهران في الفترة الأخيرة لجأت إلى وقف حملاتها العدائية ضد جيرانها الخليجيين محاولة التخفيف من الاندفاعة الأميركية التي تستهدفها بعد صعود ترامب إلى سدة الرئاسة الأميركية. والذي أبدى عداءا واضحا لأيران والميليشيات التي تدعمها. فجاءت جولة روحاني الخليجية بعد تصريحات وتحركات دبلوماسية في خطوة لاستمالة دول الخليج المتضررة من سياستها في المنطقة. 

لكن يبدو أن الرياح الإقليمية تجري بما لا تشتهيه السفن الإيرانية. والأمور لا تسير وفق ما تسعى إليه طهران. الأمر الذي دفع بحزب الله وبايحاء إيراني للعودة إلى الحرب الإعلامية ضد السعودية ومعها ما تيسر من الدول الخليجية واستفزاز إسرائيل. 

وبدأت نزر هذه الحرب بخطاب السيد حسن نصرالله الأخير. حيث ركز على الدول التي تعمل إيران على مد نفوذها وتكريسه فيها. وهي البحرين واليمن وسوريا فقال أن البحرين دولة ليست مستقلة بل محتلة من قبل السعودية. وهدد النظام البحريني بالقول أن عليه أن يعلم أن الشعب في البحرين لن يستسلم. 

ولم ينس السيد نصرالله وبناءا على المعطيات الحسية والعلمية والمادية التي بحوزته إتهام إسرائيل بالتورط في الحرب على اليمن. مع التأكيد على أن السعودية تبحث خلف الكواليس عن مخرج لهذه الحرب يحفظ ماء وجهها.
 
وحمل السيد نصرالله السعودية والولايات المتحدة الأميركية مسؤولية سقوط الآلاف من القتلى والجرحى في سوريا والعراق واليمن وليبيا على يد داعش بالقول أن هذا التنظيم الارهابي هو إنتاج أميركي - سعودي.
 
فالاتهامات التي ساقها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في هذا الخطاب بلغت حدودا غير مسبوقة. ويعكس مدى الارتباك الذي يعيشه حزب الله وإيران في ظل المشهد الإقليمي الجديد الذي بدأت ترتسم ملامحه السياسية.

ذلك أن حزب الله والذي يعتبر الذراع الأقوى لطهران في الخارج يبدو أنه يعيش حالة من القلق والخشية من أن يكون على رأس المستهدفين من قبل الحلف الناشىء بين الإدارة الأميركية الجديدة ودول الخليج. 

وبالتالي فإنه يتخوف من أن تقدم إسرائيل التي تتناغم مع إدارة الرئيس دونالد ترامب بشكل واضح ومثير إلى شن حرب عليه على الأراضي اللبنانية والتي لن تكون كسابقاتها من الحروب الإسرائيلية. 

لذا فإن السيد نصرالله هدد إسرائيل وفي محاولة تحذيرية يائسة بالقول أن صواريخ حزب الله قادرة على الوصول إلى مفاعل ديمونا النووي وإلى خزانات الامونيا والسفن الإسرائيلية. 

لا شك أن خطاب السيد حسن نصرالله تضمن جملة رسائل وفي اتجاهات متعددة. والابرز فيه هي رسالة غير مباشرة من طرف إيران إلى الولايات المتحدة الأميركية. خصوصا وان إيران استخدمت ورقة ضرب إسرائيل في مرات سابقة عديدة في محاولة منها لابتزاز دول الغرب وخصوصا الولايات المتحدة الأميركية..