في ظل الحديث عن مفاوضات دولية تسعى لمحاربة داعش وغيرها من المجموعات الإرهابية يتساءل الكثيرون عن مصير داعش، وهل هي فعلاً إلى زوال؟ وهم في غفلة عن جيل داعشي صغير غُرست في مفاهيمه جرائم القتل والكراهية، وتلوثت يداه بدم الرؤوس المقطوعة، وطُبعت في ذاكرته صور الإعدام وأعنف مشاهد مرت على البشرية.
ولا يمكن التصديق بأن الطفل يفضل الإجرام والحرب على لعبته، ويحتار الكثيرون عندما يرون عبر شاشاتهم أطفال صغار (بين 8 و 16عاماً) يقومون بتفجير أنفسهم متسائلين كيف إستطاع تنظيم داعش إجبار الطفولة على الإرهاب، ومن هنا لابد من معرفة أسلوب داعش في بناء هذا الجيش الصغير الذي يبدأ بمرحلتين وهما:

المرحلة الأولى: مرحلة الإستقطاب 
يعمد تنظيم داعش إلى تنظيم التجمعات الترفيهية والمخيمات الدعوية للأطفال وتوزيع الهدايا عليهم، والسماح لهم باستخدام الأسلحة واللعب بها، وبعدها خطفهم وتجنيدهم دون علم أهاليهم، وتستقطب داعش الأطفال من مصادر عدة إما أطفال أسرى لديها، أو أطفال مختطفين، أو أطفال المقاتلين، أو أطفال العوائل الفقيرة التي يُحاصرها التنظيم، أوأيتام وأطفال الشوارع، وصولاً إلى أطفال يتم استدراجهم عبر الإنترنت ومواقع التواصل الإجتماعي.

 

إقرأ أيضًا: لا جديد حول قانون الإنتخاب، بل مخاوف جديدة!
المرحلة الثانية: مرحلة التعليم والتجنيد
وفقاً لدراسة منظمة الأمم المتحدة، يسيطر تنظيم داعش على المؤسسات التعليمية في سوريا والعراق، ويستخدمها كمراكز تعليمية ومكاتب تسمى "أشبال الخلافة" هي بمثابة معسكرات مهمتها تسجيل الأطفال لتعليمهم وتجنيدهم.
أما بعد التسجيل يخضع الأطفال لدورتين، الأولى شرعية يتم فيها تعليم وتدريب الطفل على عقيدة وشريعة داعش ويكون التدريب على مستويين:
- الأول مستوى ديني حيث يتم تدريب الأطفال على الفكر الجهادي، وتحضيرهم لتنفيذ العمليات الانتحارية فداءً للدولة.
- والثاني مستوى نفسي حيث يتم أخذ الأطفال إلى الساحات العامة للمشاركة في الذبح، في حين أن الأطفال كانوا يحضرون معهم من معسكرات التدريب دمى ترتدي ملابس برتقالية، ليقوموا بقطع رأسها كواجب منزلي. 
أما الدورة الثانية تكون عسكرية يتم خلالها تدريب الطفل على استعمال الأسلحة والرمي بالذخيرة، وخوض الاشتباكات والمعارك والاقتحامات، وخضوعه لتدريبات قاسية كالضرب بطرق وحشية، ويتضمن التدريب العسكري:
- وضع الخطط واستخدام كافة الأسلحة والقنابل.
- تصنيع العبوات الناسفة والمفخخات والمتفجرات.
- نصب الكمائن واقتحام المنازل والثكنات.
- تعلم أساليب القيادة الحديثة في حرب العصابات وغيرها من الأساليب لتنتج أطفالاً إرهابيين.

 

إقرأ أيضًا: بانتظار القانون الجديد ماذا تعرف عن قوانين الانتخاب؟
يعمد تنظيم داعش إلى إستغلال الأطفال وتدريبهم في صفوفه لا لندرة عدد مقاتليه كما يرجح البعض إنما طمعاً ببقاء "الدولة الإسلامية" وتناقلها جيلاً بعد جيل. 
ومصير أطفال داعش غداً هو جيلٌ ترك قلمه، ليصبح مجرم إرهابي رغماً عنه، انهزمت برائته أمام كيان مسرطن عجزت الدول الكبرى على إنهاءه ومنع انتشاره، هي ليست عملية غسل أدمغة فقط كما يعتقد البعض بل هي عملية غسل الطفولة بالدم والإرهاب دون رحمة.