لقد عودنا حزب الله ومنذ امد بعيد أن يخبيء مشروعه السياسي المرحلي او الاستراتيجي خلف عناوين وشعارات شتى لا تعكس حقيقة كامل ما يصبو اليه ,لانه يعتبر ان البوح بالحقيقة ستخسره الكثير من قدراته الاستقطابية ويبرر ذلك بان الجمهور قاصر عن ادراك حجم مشروعه الهي , واحدة من هذه العناوين التي يستتر خلفها ويعمل على اشاعتها في اوساط جمهوره البسيط  لتبرير تورطه بالاحداث الدائرة في سوريا انه يريد " الدفاع عن السيدة زينب (ع) " وهذا الشعار الذي يسري في الوسط الشيعي كما النار في الهشيم لا يعنيني فقط كونه حاجب لحقيقة الواقع بل بقدر ما يمثل حسب وجهة نظري من اساءة عظيمة ترتكب بحق السيدة زينب (ع) قبل اي احد اخر وهذا يستدعي وقفة كبيرة تثار من خلالها الاضاءة على عدة نقاط تشكل كل واحدة منها جريمة بحق عقيلة بني هاشم , فمن الخلط العجيب بين مجرد مقام فيه جدل تاريخي عن صحة نسبة صاحبة الضريح فيه وبين شخص السيدة زينب (ع) .. الى تحويل هذا المقام " على فرض ثبوت صاحبته " الى ما يشبه الاله زمن الوثنية بحيث تصح على اعتابه سفك الدماء , هذا فضلا عن خلق جو من الرابط الشعوري المستنكر بين السيدة زينب (ع) وبين هذا النظام الاجرامي والمستبد " باقرار الحزب" وتصويرها كأنها واحدة من شبيحته او كأن بشار الاسد ( الفاسق , الفاجر . شارب الخمر .. ) هو واحد من انصار الامام الحسين والعياذ بالله , وهذا كله يعتبر شيء بسيط امام ما تتعرض لها قضية السيدة زينب (ع) والتي منها قد استمدت عظمتها عبر التاريخ فيتم تحويلها من شخصية انسانية حملت مع اخيها الامام الحسين (ع) لواء انساني مثقل باروع القيم الانسانية واولها الحرية والاصلاح في الامة , الى مجرد شخصية مذهبية لا قضية لها ... هذا كله وغيره الكثير مما لا مجال هنا لذكره فقط من اجل تأمين جو من الاحتشاد المذهبي يُرمى من خلفه تحقيق مصالح حزبية ضيقة لا تمت بصلة بقضية السيدة زينب (ع) لا من قريب ولا من بعيد , وانا هنا لا اريد ان اتوجه بكلامي الى العقل المدبر عند الحزب لعلمي ان هذه الحقائق غير خافية عليه بل اريد ان اتوجه الى هذا المقاتل " الشيعي " البسيط انك وبذهابك الى سوريا للقتال الى جانب هذا النظام فانت لا تدافع ابدا عن السيدة زينب بل ان من تبذل دمك في سبيلها هي تلك المرأة الواقفة على شرفة قصر المهاجرين , انها اسماء الاسد يا عزيزي .