تلفزيون الجديد ما زال يحرض ويحرض ما يشكل إشاعة لأجواء الفتنة بين اللبنانيين ويضع علامات استفهام عدة على حرية الإعلام التي يريدها اللبنانيون
 

أولاً: نزار قباني والرسم بالكلمات..
في أواخر حياته ، بعد أن طاف الشاعر شرقاً وغرباً، وآب صفر اليدين، كتب إحدى قصائده المغنّاة : الرسم بالكلمات، وهذه الكلمات هي الخلاص الأخير، بعد أن سُدّت الدروب، وتهاوت الأماني والقضايا.
إنّي كمصباح الطريق..صديقي
أبكي، ولا أحد يرى دمعاتي
الجنسُ، كان مُسكّناً جرّبتُهُ 
لم يُنه أحزاني ولا أزماتي
والحُبُّ أصبح كله متشابهاً
كتشابه الأوراق في الغابات
أنا عاجزٌ عن عشق أيّة نملةٍ 
أو غيمةٍ، عن عشق أيّ حصاة 
مارستُ ألف عبادةٍ وعبادةٍ
فوجدتُ أفضلها عبادة ذاتي
فمُك المُطيّبُ ،لا يحلُّ قضيتي
فقضيتي في دفتري ودواتي
كلُّ الدروب أمامنا مسدودةٌ
وخلاصنا..في الرسم بالكلمات.

إقرأ أيضًا: الشرق الأوسط الجديد الأميركي بمواجهة الشرق الأوسط الإسلامي الإيراني
ثانياً: مريم البسّام والرجم بالكلمات...
على نقيض الشاعر الذي رأى خلاصه في الرسم بالكلمات، اعتمدت السيدة مريم البسّام منذ سنواتٍ عدّة الرجم بالكلمات، وكان السيد فاروق شوشة قد اشتهر ببرنامجٍ رائع أسماه: لُغتُنا الجميلة، هذه اللغة العربية تحولّت بين يدي السيدة البسام لُغة مُنفّرة ومُقزّزة تنفث السموم والتّرهات والأكاذيب والاحقاد عبر مُقدمة أخبار الجديد، فلم تتردّد البسام من استعمال ما تختزنه اللغة العربية من أساليب بيانية ومُحسّنات بديعية، من المجاز والاستعارة والكناية والجناس والطباق والاضمار والتصريح والتلميح والتجريح، كلُّ ذلك في لعبة كلامية مضمونها الرجمُ بالكلمات، رجم الأشخاص، الجماعات ، الأحزاب، التنظيمات، المؤسسات، الهيئات على اختلافها وتنوّعها، كل ما يُخالف جماعة المقاومة والممانعة، حتى لُدغت القناةُ بالأمس من حُجر ذويها، وشهد شاهدٌ من أهلها على فسادها وانحرافها، وبدل أن يُبادلها الصمت الذي عهدتهُ ممّن دأبت على قدحهم وذمّهم ، صبّ جام غضبه عليها بالرجم بالحجارة، وهو مُستنكر ومُدان كالرجم بالكلمات إن لم يكن أمرُّ وأدهى.