تدرس إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، استضافة قمة في واشنطن للقيادات العربية، من أجل تحريك عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

ونقلت صحيفة "الحياة اللندنية" عن مصادر وصفتها بالموثوقة، إن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني "أقنع ترامب بالعدول عن نقل السفارة الأميركي في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، لأن ذلك يضرّ أمن المنطقة ويهدد بانهيار عملية السلام".

وخلال مؤتمر صحافي عقب لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الليلة الماضية، قال ترامب إنه "سيدرس حل الدولتين أو الدولة الواحدة، مع دعمه لما يتفق عليه الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي لتسوية النزاع التاريخي بينهما"، مؤكداً أن "على الطرفين تقديم تنازلات من أجل التوصل إلى ذلك".

وبناء على هذا التصريح، وصفت صحيفة الغارديان البريطانية الرئيس الاميركي بأن جاهل بالقضية الفلسطينة ولا يفقه عنها شيئا.

واعتبرت في مقال لمراسلها "بيتر بيومينت"، أن ترامب أظهر جهلًا في القضية الفلسطينية، ولم يذكر الفلسطينيين في مؤتمره الصحافي، وتبنى وجهة النظر الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن الرئيس الاميركي تخلى بكلمة واحدة عن عقود من الدبلوماسية الاميركية التي تبناها الجمهوريون والديمقراطيون على حد سواء، فيما يتعلق بالتسوية السلمية في الشرق الأوسط.

ويضيف بيومينت أن "ترامب، الذي وقف إلى جانب نتنياهو، أعلن أنه ليس مهتما بحل الدولتين، الذي ظل البيت الأبيض يضمنه ولعقود طويلة، وأن ترامب لم يذكر الفلسطينيين إلا لمامًا، وكان كلامه مشابهًا لموقف الحكومة الاسرائيلية، حيث تحدث عن التهديد الإيراني، وعن تحريض الفلسطينيين على الكراهية في المدارس، وضرورة اعترافهم بـ"إسرائيل" "دولة يهودية".

ويلفت بيومينت إلى أن "نتنياهو بدا فرحًا، فمقابل دعوة عامة لوقف الاستيطان "قليلاً"، فإنه كان قادرًا على الاستماع للرئيس الجديد وهو يتعهد بمواجهة إيران، وقدم صيغة مع الفلسطينيين تخلو من أي منظور للمفاوضات ولا السلام الدائم".

ويعلق الكاتب قائلاً إن "جوهر رؤية ترامب هي فيما لم يقله وما لم يفهمه، بصفته رئيسًا حديث العهد بالمشكلة، حيث مضى عهد الحديث عن طموحات الفلسطينيين لتحقيق دولتهم، وما قام به الرئيس هو تعزيز حالة عدم التوازن بين الطرفين.

ويجد بيومينت أن "انسحاب الولايات المتحدة بصفتها قوة مشكلة للمفاوضات سيحول تلك المفاوضات إلى شيء لا قيمة له.

ويفيد الكاتب بأن "الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، حيث كشف كلام ترامب عن تناقض واضح، وعدم فهم للموضوع الذي يتعامل معه، فبعد أن قال إنه سيترك الأمر للطرفين، وهو ما كانت "إسرائيل" تريده، فإنه اقترح عددا من الدول التي يمكن أن تؤدي دورا، وهو ما كانت ترفضه "إسرائيل" دائما".

ويقول بيومينت: "يبدو موقف ترامب منحرفا بشكل كبير عن ذلك الذي تدعمه لجنة العلاقات الاميركية الإسرائيلية إيباك، التي طالما دعمت حل الدولتين وبقوة، ووصفته على صفحتها على الإنترنت بأنه الطريق الأسلم لحل نزاع جيلي".

ويرى الكاتب أن "ما يثير الصدمة في كلام ترامب وعدم اهتمامه بمعنى حل الدولتين أو الدولة الواحدة، هو أنه لا يفهم ماذا يعني حل الدولة الواحدة ومتطلباته على "إسرائيل"، بصفتها دولة يهودية ديمقراطية".

ويبين بيومينت أنه "حتى لو نحينا غزة جانبا من الصيغة، فإن الديمغرافية تعني أنه في دولة واحدة يحظى فيها اليهود والمسيحيون والمسلمون بحقوق واحدة فإن اليهود سيصبحون أقلية، وفي هذه الحالة فإن الطابع اليهودي للدولة سيتم محوه".

(الغارديان- وكالات)