كانت حلقة "دمى كراسي" مساء الأحد كفيلة أن تجعل من مبنى القناة في وطى المصيطبة حلبةً للتقاتل إستخدمت فيها أسلحة الحجارة و "المولوتوف" وكاد ليتطوّر "حصار الثلاثة ساعات" لولا تدخل "المصلحين" وتكيّف القناة مع سياسية التجاهل التي أدت في النتيجة إلى تلاشي المتظاهرين الغاضبين الذين تجمعوا حولها ليل أمس وأول من أمس.
فقد إستضاف المخرج شربل خليل النائب السابق حسن يعقوب، وتناول اللقاء مع "دمية" الرئيس نبيه برّي طرح قضية الإمام المغيّب موسى الصدر، بما إعتبره "حركيون" غير لائق وإستفزازي، وقد ألمحت الحلقة التي شهدت "إستضافة" ثلاث دمى، تمثّل برّي، والرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، والأمين العام للأمم المتحدة السابق بان كي مون، إلى عِلْم برّي بمكان اختفاء الصدر، وتفاصيل أخرى تتعلّق بمبلغ مالي طالب به للإفراج عن هنيبعل القذافي، الأمر الذي أثار غضب "الحركيين" والمناصرين لقضية الإمام المغيّب.
حقيقة، أن بعضًا من المتابعين رأوا أن الجدل الذي دار حول الحلقة ليس بسبب "إهانة" لم ترد بل في وجود "يعقوب" نفسه الذي لم تعد لا الحركة ولا جمهورها يهضمه بسبب خروجه عن الطاعة ورفع سقف المطالبة بالأمام ورفاقه، بينما جزء آخر إعترف بأنه وضمن السياق لم يحصل تعرض للسيد الصدر لكن إتخاذ "السيّد" كمادة في برنامج "ساخر" يعتبر بحد ذاته "إهانة".
لا شك أن الإمام السيد موسى الصدر هو محل إحترام ومكانة لدى جميع اللبنانيين كونه تجاوز طائفته، بعيدًا عن الدخول في جدلية الإهانة من عدمها حيث لكل شخص معيار يقيس من خلاله، تفاقمت الأمور بضوء ما إستغل إعلاميًا من ترويج لمضمون وذرائع غير موجودة من خلال حملة ممنهجة يتضح أنها إستغلت لأهداف خاصة بطريقة أو بأخرى حيث وصلت الأمور حد رفع السقف من خلال المطالبة بحجب بث القناة ولتسويق الفكرة، ظهرت "حملة مقاطعة إلكترونية" يقودها في الظاهر "مواطنون غاضبون" وفي الخفاء مناصرون يتماهون مع أصحاب الكابلات" الذين أخذوا على عاتقهم كم فاه القناة".
هذا وإكتفت حركة أمل بتبرير ما جرى أمام مبنى الجديد على أنه "ردة فعل" وليس هناك أي قرار تنظيمي بذلك، في وقتٍ كان لافتًا الإتهام الذي وجهه النائب هاني قبيسي إلى القناة الذي قال في بوست على صفحته الشخصية فيسبوك : "عقْدٓكم مع بعض النظام الليبي بقيمة ٧٠ مليون دولار لطباعة كتبهم ،أهم من كل قضايا الوطن وأهله، لأنه فرق كبير بين رجلِ أعمال يمتلك محطة تلفزيونية تدافع عن مصالحه ، وبين عالمٍ قائدٍ كموسى الصدر أمضى حياته مدافعًا عن مبادئه".