تستمر قناة الجديد بسياستها الإعلامية المبتذلة بالتعرض لدولة الرئيس نبيه بري لأسباب سياسية عديدة، وتصر القناة على وضع نفسها وإعلامها موضع الشبهات الفتنة وبالتالي تتعرض لرد الفعل من بعض المناصرين في حركة أمل، هذا المستوى من الإعلام أصبح بحاجة إلى ضابطة هل تستطيع القوانين اللبنانية أن توفرها؟
 

لم يندفع أحد للدفاع عن تلفزيون الجديد إمّا مخافة من حركة أمل وإمّا لعدم توفر مدافع عن قناة لم تترك لها صديقاً في السياسة والإعلام وأمّا للسببين معًا وهذه كارثة كبيرة أن تكون قناة غير محمية من الناس والسلطة نتيجة دوررها المستفز في إعلام موجه بطريقة كيدية ونفعية دون إعتبار للموضوعية والنزاهة التي تصرُ عليها السلطة الرابعة رغم تواضعها.
قد تكون القناة متحاملة على الرئيس نبيه بري أكثر من غيره لأسباب معروفة لدى البعض وأسباب مجهولة عند الكثيرين لذا تتعرض لأذى مناصري الرئيس في مراحل محسوبة سياسياً بدقة متناهية وهي ترمي الى ما هو أبعد من الاعتداء على محطة إخبارية موجهة لتعكس موقفاً ما في السياسة اللبنانية.
تعرض تلفزيون الجديد لإعتداءات مباشرة وغير مباشرة من أكثرية القوى السياسية نتيجة إعتدائها في مواقفها على كثير من زعماء الطوائف وليس بجديد الاعتداء المستمر على القناة من قبل مناصري حركة أمل وهذا ما يُعتبر ردود أفعال على فعل إعلامي ليس ببريء اتجاه السياسة والسياسيين وهنا يمكن الدفاع عن دور الاعلام في حال المحايدة والموضوعية ونقل الخبر كما هو لا كما يشتهي الممول ودون فبركة تصب في صالح هذه الجهة أو تلك لذا نجد أن عدم مواساة الوسائط الاعلامية في محنها وأزماتها ناتج عن دور الاعلام كوسيلة سياسية وليس كطريقة ودور إعلامي وظيفته نقل الخبر لا صناعة الخبر وتوظيفه لصالح سلطتي المال والسياسة.

إقرأ أيضًا: ماذا تبقى من رفيق الحريري؟
بغض النظر عن الدخول في طبيعة الاعلام اللبناني المركب بما يخدم مصالح السلطة المحلية والخارجية تبقى مسألة الخصومة في الاعلام والسياسة مبررة كونها تعبير ديمقراطي وثمة إدانة دائمة لأي خصومة تتحول الى قتل وإعتداء بالأيادي والسلاح وهذا ما يؤكد غياب الديمقراطية وإستقرار نظام الاستبداد والغلبة وهذا ما سيكرس وحشية السلطات وتربية المجتمعات على العنف. 
تبدو حادثة دُمى شربل على قناة الجديد التقاط لغلطة يراد من خلالها توجيه رسائل في السياسة والاعلام خاصة وأن ما بين الجديد وحركة أمل سجالات قديمة وجديدة ولم تتعظ القناة من ضرورة تنزيه الرئيس بري وعدم النيل منه إسوة بأخيه وحليفه السيد حسن نصرالله حيث عمم أو تفهم الاعلام المحلي أن التعرض للسيد سواء على سبيل الطُرفة أو النكتة أو لأي سبب أو داع سيكون كارثة على من يسول له إعلامه التطاول على الرمز المُقدس ونتيجة للخوف ما عاد الاعلام يذكر السيد بإساءة مقبولة أو محرجة واكتفوا بإستحضار شخصيات من الحزب لا حول ولا قوّة لها في القيادة وحفوا ألسنتهم عن السيد رغم إيمانهم بأن لاقداسة لأحد يتعاطى في الشأن العام وفي السياسة تحديدًا.
من هنا لجّ الجديد على شخص الرئيس نبيه بري وهو بنظر محازبيه رمز مُقدس واستمرت القناة في الازعاج الممنهج بالنسبة لمناصري أمل وكأن التلفزيون مختص بالتعرُض والتحريض على الرئيس بري وهذا ما ولد عصبية زائدة لدى جمهور حركة أمل تُرجمت بأفعال وقف الجميع أمامها عاجزًا عن مواجهتها.

إقرأ أيضًا: قانون مونيكا
إن بُعد الإعلام عن دوره المهني ووظيفته الاساسية جعله غير مستقل وجهة سياسية معادية ولها أعداءًا وهذا ما يُبرر عدم تجاوب المجتمع مع نداءات الوسائل الاعلامية للتضامن معها ضدّ ما تواجهه من عنف محلي بل على العكس يستطيب المجتمع ويلتذ بمشاهد المواجهة العنيفة للوسائل الاعلامية بحسب إنتماءاتها ويبدو أن لا أحد ممن يمثل الرئيس بري بمُدين فعلي لما يتعرض له الجديد كما أن لا أحد ممن تعرض له لسان الجديد بمس بمُكترث مما يحصل له ومعه من حصار شرّاوي من قبل مناصري حركة أمل.