سلمت قيادة «قوات سورية الديموقراطية» الكردية - العربية قائمة بطلباتها من الدبابات وصواريخ «تاو» مضادة للدروع وكاسحات ألغام إلى قياديين في الجيش الأميركي لاستعجال طرد «داعش» من الرقة معقله شرق سورية بالتزامن مع تقديم تركيا مقترحات خطية إلى واشنطن لتشكيل قوات عربية سورية تضم حوالى 20 ألفاً مدعومة بقوات خاصة عربية وأميركية لتحرير الرقة، في وقت دخلت فصائل «درع الفرات» المدعومة من تركيا مدينة الباب التي تحاصرها القوات النظامية و «حزب الله» من الجنوب وسط أنباء عن اتصالات يجريها الأردن لنسخ «درع الفرات» عبر دعم «الجيش الحر» لطرد «داعش» من ريف درعا بتفاهمات مع روسيا.
وإذ أكد صالح مسلم رئيس «الاتحاد الديموقراطي الكردي» الذي تتبع له «وحدات حماية الشعب» الكردي المنضوية ضمن «قوات سورية» أن المرحلة الثالثة من عزل الرقة «تسير وفق المخطط وأن المقاتلين الأكراد هم الأجدى في محاربة داعش لأنهم يملكون عقيدة قتالية تتفوق على عناصر داعش»، أوضح الناطق باسم «قوات سورية الديموقراطية» طلال سلو لـ «الحياة»، أن مقاتلي هذه القوات وصلوا إلى مسافة 24 كيلومتراً غرب الرقة وأن التقدم بطيء هنا بسبب وجود سد الفرات الاستراتيجي قرب مدينة الطبقة، وذلك حرصاً على عدم تعرض هذا السد الذي يخزن مياه نهر الفرات ويولد الطاقة الكهربائية، لدمار بعد تهديدات التنظيم. ووصلت «قوات سورية» إلى مسافة 11 كيلومتراً شمال الرقة وتوغلت إلى 22 كيلومتراً من الطرف الشرقي بحيث باتت تشكل سداً بين «داعش» الذي يتقاسم السيطرة مع قوات النظام على مدينة دير الزور.
وأشار سلو إلى أنه إذا استمر التقدم في هذه الوتيرة ستكون الرقة «معزولة تماماً خلال شهر ونصف الشهر أو شهرين»، لكن تحرير المدينة يتطلب حصول «قوات سورية» على أسلحة ثقيلة من التحالف الدولي. وإذ أكد حصولها على عشر عربات أميركية بعد تسلم إدارة الرئيس دونالد ترامب، قال إنه جرى تسليم طلب إلى الأميركيين لتقديم مضادات دروع ودبابات وكاسحات ألغام لـ «تحرير الرقة في أسرع وقت». وزاد: «سلاحا داعش هما العربات المفخخة والألغام، لذلك نحتاج إلى صواريخ تاو مضادة للدروع وكاسحات ألغام للقضاء على طاعون العصر».
ويقاتل ضمن «قوات سورية» حوالى 30 ألفاً من الأكراد والعرب والأشوريين، وشاركت في المرحلة الثانية من معركة الرقة «قوات النخبة» التابعة لرئيس «تيار الغد» أحمد الجربا وحوالى خمسة آلاف مقاتل محلي بإشراف خبراء وقوات خاصة من أميركا والدنمارك وفرنسا وبريطانيا ضمن التحالف الدولي. لكن تركيا تعترض على مشاركة «وحدات حماية الشعب» في معركة الرقة إذ أنها تعتبر «الوحدات» و «الاتحاد الديموقراطي» تابعين لـ «حزب العمال الكردستاني» المصنف كـ «تنظيم إرهابي».
وكان موضوع الدعم الأميركي لـ «وحدات حماية الشعب» ضمن المواضيع التي بحثها رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) مايك بومبيو مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الاستخبارات التركية حاكان فيدان في أنقرة أمس. وأوضحت مصادر مطلعة لـ «الحياة» أن تركيا وضعت خطة لتحرير الرقة بالاعتماد على 20 ألفاً من المقاتلين السوريين المحليين مدعومين من دول عربية وطائرات التحالف الدولي وأنها حذرت من الاعتماد على الأكراد، لافتة إلى أن أنقرة تأمل بأن تكون هذه العناصر ضمن الخطة التي طلبها الرئيس ترامب في بداية الشهر المقبل لـ «هزيمة داعش» وضمن رغبة واشنطن لـ «تقليص نفوذ إيران في سورية والعراق» وإلغاء الاعتماد على ميليشيات شيعية وعرض «الحشد الشعبي» بمطاردة «داعش» من غرب العراق إلى شرق سورية.
كما طلبت أنقرة زيادة الغارات الأميركية على «داعش» لدعم فصائل «درع الفرات» في معركة الباب التي تحظى بـ «ضوء أخضر» روسي، خصوصاً لدى دخول الفصائل إلى الأحياء الغربية للمدينة واحتكاكها مع القوات النظامية و «حزب الله» التي تقدمت من الطرف الجنوبي الغربي، ما سيشكل اختباراً للتفاهمات الروسية - التركية حول الباب.
وبحسب المصادر، يسعى الأردن إلى نسخ تجربة «درع الفرات» في ريف درعا عبر دعم فصائل «الجبهة الجنوبية» في «الجيش الحر» لمطاردة تنظيم «جيش خالد بن الوليد» التابع لـ «داعش» والدخول عبر بوابة نصيب الحدودية إلى ريف درعا كما دخلت «درع الفرات» والجيش التركي عبر بوابة جرابلس شمال البلاد. وتابعت أن عمان تسعى إلى تفاهم مع موسكو التي تقوم بالتنسيق مع دمشق لدعم هذه العملية لإقامة منطقة عازلة وإبعاد «داعش»، وأن الغارة التي شنها الجيش التركي داخل الأراضي السورية الأسبوع الماضي على مواقع «داعش» لن تكون الأخيرة.

 

إبراهيم حميدي