وصلت الحافلة الصغيرة الثلاثاء الماضي إلى حماة، وبداخلها العائلة التي أمضت 3 أعوام في سجون وملاجئ النظام السوري. وعادت العائلة إلى الحرية بعد إنجاز صفقة تبادل الأسرى بين اللجنة العامة لشؤون الأسرى في سوريا وسلطات دمشق.

كانوا عند اختطافهم أربعة، الأم وثلاثة أطفال، وأصبحوا ستة، بعد أن أنجبت توأماً في السجن، بالإضافة إلى شقيقتي زوجها المطلوب أمنياً أسامة عبار.

إنها عائلة السجينة السورية رشا شربجي، التي اعتبرتها وزارة الخارجية الأميركية قبل عامين واحدة من أبرز 20 سجينة رأي في العالم.

وقالت مصادر المؤسسة العامة لشؤون الأسرى في سوريا، إن اسم رشا كان عقبة كبيرة في سبيل إتمام صفقة التبادل؛ بسبب رفض مفاوضي النظام إدراج اسمها في قائمة التبادل، باعتبارها "خطاً أحمر".

وفي اللحظات الأخيرة للتفاوض، قبِل النظام بتحرير رشا شربجي؛ "لوجود شخصيات تهم النظام في قائمة الأسرى التي قدمتها المؤسسة"، حسب مصادر قريبة من المفاوضات.

صباح جديد برائحة الحرية

"تبدو رشا أكثر نحافة ويبدو عليها الضعف" في عيني زوجها أسامة عبار، الذي قال إن رشا عانت مع شقيقتيه ضغوطاً نفسية قاسية خلال فترة الs[k التي امتدت عامين و7 أشهر. "كانوا يهددون زوجتي وشقيقتيّ بالبقاء في السجن مدى الحياة. كانوا يقولون لهن: لن تروا أولادكن أبداً، وستظللن هنا حتى الموت. زوجتي أضربت أكثر من مرة عن الطعام احتجاجاً على هذه المعاملة".

لم تخرج رشا شربجي من الحافلة أثناء إجراءات تبادل الأسرى بين المعارضة السورية والنظام، العملية التي أطلق النظام السوري فيها سراح 55 امرأة مع أطفالهن مقابل 54 امرأة وأطفالهن أفرجت عنهم المعارضة، في عملية تبادل للأسرى بين الطرفين في ريف حماة.

وبحسب المؤسسة العامة لشؤون الأسرى في سوريا، فإن "النظام أطلق سراح عدد من النساء كان قد حكم عليهن بالإعدام في صفقة التبادل الأخيرة". أما النساء المفرّج عنهن من قِبل المعارضة، فقد كن اعتُقلن في آب 2013 بعد سيطرة المعارضة على بلدات تقطنها أغلبية من الطائفة العلوية في ريف اللاذقية الشمالي.

العائلة قبل الدخول إلى السجن

وتبنت البعثة الدبلوماسية للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة حملة ‪#‎FreeThe20 من أجل لفت الانتباه إلى محنة النساء المسجونات لأسباب سياسية، وتشمل 20 حالة بارزة لنساء اعتقلن تعسفياً في دول مختلفة.

 

 

 

 

الأسرة تجتمع بتركيا

يحصي أسامة عبار زمن اختفاء أسرته بالأيام والساعات والثواني. لعدة أشهر، عاش مطارداً في بلده، قبل أن يغادرها إلى لبنان ومنها إلى تركيا. وفي منزله بمدينة غازي عنتاب استقبل أسرته: الوجوه الحبيبة التي لم يرها منذ 3 سنوات تقريباً، والوجهان الجديدان صفا ومروة.

بعد عملية تبادل الأسرى صباح الثلاثاء، تعهدت المؤسسة العامة لشؤون الأسرى بمواصلة عملها في سبيل إنقاذ الأسرى والمعتقلات من سجون النظام بكل الوسائل.

وسبق أن أبرمت المؤسسة العديد من صفقات تبادل الأسرى مع قوات النظام، تمكنت بموجبها من الإفراج عن معتقلين، منهم من يعود اعتقاله لعدة سنوات.

(Huffington Post)