رأى بعض الكُتاب في الصحف العربية أن رفض محكمة الاستئناف الامريكية طعن وزارة العدل في رفع حظر السفر الذي فرضه ترامب على مواطني سبع دول مسلمة يعد "صفعة" له، بينما حذر آخرون من إمكانية اندلاع "معركة قضائية طويلة النفس" بينه وبين القضاء.
"نكسة جديدة لترامب"
تصف صحيفة الحياة اللندنية الحكم القضائي بأنه "صفعة جديدة لترامب"، مشيرة إلى أن محامين أمريكيين اعتبروا القرار "غير دستوري وينطوي على تمييز".
صحيفة النهار اللبنانية تقول إن "صراع ترامب والقضاء ينذر بأزمة دستورية". وتقول الصحيفة إن "إدارة ترامب مُنيت بنكسة قضائية حين رفضت محكمة الاستئناف الفيدرالية الطعن الذي قدمته وزارة العدل".
وتشير الصحيفة إلى أن "بعض الحقوقيين لم يستبعدوا أن تتطور المواجهة القانونية بين الطرفين، وأن تصل في النهاية الى المحكمة العليا للبت فيها نهائيًا".
أما صحيفة الشرق الأوسط اللندنية فرأت في القرار "نكسة ثانية لترامب"، موضحة أن "رفض محكمة فيدرالية طلب إدارة ترامب إعادة العمل فورًا بمرسوم يحظر دخول مواطني سبع دول مسلمة إلى الولايات المتحدة ينذر بمعركة قضائية طويلة الأمد".
في الشروق المصرية، يشيد فهمي هويدي بالقضاء الأمريكي قائلاً: "مسلسل عجائب الزمان مستمر خارج حدودنا المحصنة ضد أمثال تلك 'الخوارق'. ذلك أننا وجدنا قاضيًا يوقف أمر رئيس الدولة في الولايات المتحدة، مخالفًا بذلك ما نعرف من أن كلام الرئيس لا يُرَد، ليس فقط لأنه رئيس الكلام لكنه أيضا عصير الحكمة والفلسفة".
ويخلُص الكاتب إلى أن "الأمر الذى لا مفر من الاعتراف به يتمثل في تقدير مدى قوة المجتمع الأمريكي وعمق استقلال القضاء فيه، ولولا ابتذال كلمة الشامخ في بلادنا لقلت إنه نموذج لذلك الشموخ المنشود".
"انقلاب في السياسة الأمريكية"
الرئيس الأمريكي دونالد ترامبمصدر الصورةREUTERS
ولا تزال الصحف تُركِز على تداعيات قرار ترامب، إذ تناول بعض الكُتاب أثره على مستقبل الولايات المتحدة والعالم.
صحيفة الأخبار اللبنانية تشير إلى أنه: "منذ دخول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، قبل أكثر من أسبوعين، تعيش الولايات المتحدة والعالم في دوامة قراراته التنفيذية ومذكراته التي يتخذها في إطار سعيه إلى تنفيذ وعوده الانتخابية". وتشير الصحيفة إلى أن وجود ترامب "يشكل 'انقلابا' و'ثورة' في السياسة الأمريكية الداخلية والخارجية".
في القدس العربي اللندنية، يقول سعيد الشهابي في مقال بعنوان "مستقبل أمريكا يترنح تحت رئاسة ترامب": "الأمر المؤكد أن العالم يعيش على كف عفريت. الرئيس الأمريكي الجديد يمثل انقلابًا على الثوابت السياسية التي تبلورت بعد الحرب العالمية الثانية، والأخلاق والقيم الإنسانية، وعلى الذوق الدبلوماسي الذي حكم العلاقات بين الدول".
على المنوال نفسه، يقول طائل الضامن في الرأي الأردنية إن "هذا التنوع والانصهار في وطن كبير تحت مظلة القانون هو مصدر قوة في الولايات المتحدة، لكنه أصبح مهددًا اليوم بقرارات الإدارة الأمريكية الحالية التي بدأت تستفز الشعوب والدول على أسس دينية بحجة مكافحة الارهاب".
ويحذر الكاتب من أن "ما يقوم به الرئيس ترامب بحق بلاده أشد سوءا من الهجمات الإرهابية التي يخشاها، فهو يضرب المبادئ التي قامت عليها الولايات المتحدة، ويحولها إلى دولة عنصرية، لا تحترم حقوق الإنسان، ويعرِّض أمن بلاده لمخاطر انتقامية محتملة".
لكن محمد السعيدي له رأي آخر في الوطن السعودية، إذ يقول "أَعتَقِد أن عصر ترامب ربما يكون عصر تصحيح بعض أخطاء مَن قَبْله فيما يتعلق بقضايانا"، مشيرًا إلى أن "ترامب كما يظهر هو الأنسب إلى حد جيد لمصالحنا في الخليج وفي الأقطار العربية المجاورة".
ويشدد الكاتب على أنه "من الخطأ أن تزج المنظمات والجمعيات والإعلام الإسلامي بنفسها في حرب إعلامية أهلية أمريكية تُستخدم فيها مظلومية المسلمين كسلاح إعلامي لأحد الطرفين".