توعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، بهزيمة «قوى الموت والدمار» وتعهد ببرامج قوية لمراقبة الحدود. فيما أعرب البيت الأبيض عن ثقته بالفوز في النزاع القضائي بشأن مرسوم حظر السفر على الرغم من اتساع جبهة المعارضة له بانضمام كبرى شركات التكنولوجيا. 
فقد وعد الرئيس الأميركي الذي يواجه هجوماً قضائياً وسياسياً ضد مرسومه المناهض للهجرة، بـ«برامج قوية» لمراقبة الحدود منعاً «للإرهاب الإسلامي المتطرف» في الولايات المتحدة.
وقال ترامب إن الولايات المتحدة وحلفاءها سيلحقون الهزيمة بـ«الإرهاب الإسلامي المتطرف» و«قوى الموت»، وهو أضاف من قاعدة ماكديل في تامبا بفلوريدا مقر القيادة العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط موجهاً حديثه «لقوى الموت والدمار»، «اعلموا بأن أميركا وحلفاءها سيلحقون بكم الهزيمة»، مضيفاً «سنتغلب على الإرهاب الإسلامي المتطرف ولن ندعه يتجذر في بلادنا».
وكان ترامب وقع مرسوماً أواخر كانون الثاني يعطي القادة العسكريين مهلة حتى أواخر شباط لتقديم «استراتيجية شاملة لهزيمة تنظيم «داعش». 
وأضاف ترامب أن الجهاديين يخوضون «حملة إبادة جماعية، ويرتكبون فظائع في جميع أنحاء العالم». وتابع أن «الإرهابيين الإسلاميين عازمون على ضرب بلادنا كما فعلوا في اعتداءات 11 أيلول، وكما فعلوا من بوسطن الى أورلاندو مروراً بسان برناردينو، وفي جميع أنحاء أوروبا».
وقال الرئيس الأميركي الجديد من دون أي إدلة، إن بعض الهجمات لم «يتم حتى ذكرها» في بعض الأحيان في وسائل الإعلام، مهاجماً مجدداً «الصحافة غير النزيهة»، وقائلاً «لا أريد التحدث في هذه المسألة لديهم أسبابهم».
وهاجم ترامب بعض وسائل الإعلام مثل «سي ان ان» و«أي بي سي» و«إن ب سي» التي تقدم أخباراً زائفة بخصوص استطلاعات الرأي حول نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة في الولايات المتحدة.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر إن الإدارة الأميركية واثقة من انتصارها في نزاع قضائي بشأن الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب بمنع الوافدين للولايات المتحدة من سبع دول ذات أغلبية مسلمة.
وقال سبايسر للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية «بكل وضوح القانون في صف الرئيس. إنه يملك بصيرة كبيرة (تؤهله) للقيام بما هو في صالح الأمة لحماية شعبنا، ونشعر بثقة كبيرة بأننا سننتصر في هذه المسألة».
وتردد أن ترامب الذي أمضى عطلة نهاية الأسبوع في فلوريدا يشعر بالإحباط المتزايد بسبب فشل موظفيه في احتواء تداعيات محاولته تطبيق الحظر الذي أشاع الفوضى في المطارات الأميركية وأثار إدانة دولية، بحسب ما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز.
وفي ضربة جديدة لترامب قدمت كبريات شركات التكنولوجيا الأميركية بينها آبل وفيسبوك وغوغل ومايكروسوفت وتويتر، التماساً مشتركاً إلى القضاء ضد أمر ترامب بحظر السفر.
وقالت الشركات الـ97 التي وقعت على الالتماس، ومعظمها من شركات التكنولوجيا التي توظف الكثير من المهاجرين، إن الحظر يلحق «ضرراً كبيراً بالأعمال الأميركية، وتالياً بالابتكار والنمو»، وفق نسخة عن الالتماس نُشرت في عدد من وسائل الإعلام الأميركية.
وقالت شركات التكنولوجيا إن حظر السفر يضر بتوظيف المواهب والاحتفاظ بها، ويهدد عمليات الشركات ويعيق قدراتها على استقطاب الاستثمارات الى الولايات المتحدة.
وبين الشركات الأخرى الموقعة على الالتماس أيضاً «إر بي إن بي» و«دروب بوكس» و«إيباي وإينتل» و«كيكستارتر» و«لينكد إن» و«ليفت» و«مودزيلا» و«نتفليكس» و«باي بال» و«أوبر ويلب».
وأظهر عدد من كبار مسؤولي الحزب الجمهوري مؤشرات جديدة على الانزعاج من الرئيس الجديد، حيث انتقد زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل ترامب لمهاجمته القاضي الذي علق الحظر. وقال لشبكة سي ان ان «أعتقد أنه من الأفضل تجنب انتقاد القضاة بشكل فردي».
كما دعت مجموعة من الشخصيات الديموقراطية في طليعتها وزيرا الخارجية السابقان جون كيري ومادلين أولبرايت محاكم الاستئناف الفيدرالية الى الاستمرار في تعليق تطبيق مرسوم ترامب حول الهجرة، مؤكدة أنه يضر بالأمن القومي.
وفي بريطانيا، قال رئيس مجلس العموم جون بيركاو، إنه «يعارض بقوة» دعوة ترامب لمخاطبة مجلسي البرلمان خلال الزيارة الرسمية التي سيقوم بها إلى المملكة المتحدة في وقت لاحق. 
وخاطب بيركاو النواب قائلاً إن «معارضة العنصرية والتمييز الجنسي.. اعتبارات بالغة الأهمية». وقابل نواب الحزب القومي الاسكتلندي قول بيركاو بالتصفيق. 
ومن المقرر أن يناقش مجلس النواب عريضة لسحب الدعوة الموجهة إلى ترامب يوم 20 شباط وقد وقع عليها 1.8 مليون شخص.
وأوضح بيركاو أنه «عارض بقوة» فكرة مخاطبة ترامب لمجلس العموم قبل صدور قرار الحظر الذي حاول تطبيقه أخيراً على مواطني سبع بلدان، معظمهما بلدان إسلامية. وأضاف قائلاً إنه منذ ذلك الوقت زادت معارضته لإلقاء ترامب خطاباً في المجلس.