حتى ولو من موقع المختلف عن زعيم المختارة، لا مناص لك إلا الوقوف مليا أمام صراحته مع نفسه ومع جمهوره ومع طائفته ومع حزبه، وليد جنبلاط هو السياسي الوحيد (مع خطين تحت الوحيد) الذي لا تحتاج معه إلى كثير عناء أو كثير تفكير حتى تعرف مراده أو المعنى الحقيقي لموقفه او لقراءة تصريحه، فليس لديه ما ورائيات أو بين السطور. 
فلا تحتاج تزكيته لرئاسة الحزب التقدمي مثلا إلى أفلام بوليسية أو تركيبات انتخابية وهمية كما يحصل في بقية الاحزاب عندنا، ولا يحتاج موقفه من القانون الانتخابي المزمع، إلى تحليلات وفلسفات لا علاقة لها البتة بين المُعلن والمضمر، على عكس من يتشدقون يوميا بنظريات طوباوية عن صحة التمثيل مرة وعن العدالة مرات وعن حقوق المسيحيين مرات ومرات. 

إقرأ أيضًا: الشيخ حسن روحاني ،، والنفاق الفضائي
وليد جنبلاط الصادق والصريح ليس مضطرا لأن يخدع من حوله، وقالها منذ اللحظة الاولى : في ظل نظام المحاصصة فأنا أريد حصتي ولن أسمح بتجاوزها! أما إذا أردتم التغيير والاصلاح الحقيقيين فلا معنى حينئذ للحديث عن حقوق الطوائف ولا يصح الكلام عن فزلكات انتخابية والتستر خلف الكنيسة مرة أو المسجد أخرى.


غدًا سيخوض الحزب التقدمي الاشتراكي (يجب تغير الاسم) انتخاباته الصورية التي يقتضيها مؤتمره العام بعد أن أعلنت لجنة النظر في الترشيحات لإنتخابات قيادة الحزب،، ومن دون أن تُشنّف أذاننا عن التجربة الديمقراطية العظيمة ولا عن مثالية النموذج الحزبي واحتذائها من الاخرين، إنها ببساطة "انتخابات" على الطريقة اللبنانية . 

إقرأ أيضًا: ترامب: لا خوش آمديد بل أهلا وسهلا
تكمن أهمية مواقف وليد بيك هذه الايام الرافضة لكل صيغ القوانين الانتخابية البهلوانية المقدمة للنقاش، ليست لأنها مواقف صحيحة أو أنها تساهم ببناء وطن حقيقي، أهمية مواقف وليد جنبلاط تكمن أنها صادقة وأنها تفضح أكاذيب كل المكذبين. والسلام