مع تغييب الإمام موسى الصدر ووفاة الإمام شمس الدين وهما جناحا المجلس الإسلامي الشيعي الإعلى تُرك المجلس مطية بيد الاحزاب الشيعية حيث سيطر الحزبان الرئيسيان في الطائفة على مؤسسات المجلس و مقدراته، وتقاسماها بشكل لا يخدم إلا مصالحهما الحزبية والسياسية وأُبعد المجلس عن الحياة السياسية في لبنان وانكفأ حضوره السياسي والديني والإجتماعي لصالح العمل الحزبي للثنائية الشيعية ورغباتها، فأصبحت وظيفة المجلس محدودة التأثير داخل الطائفة وخارجها.
شكّل هذا الإنكفاء للمجلس الشيعي علامة فارقة في الحياة السياسية للطائفة الشيعية في لبنان فتمت مصادرة الطائفة وقرارها السياسي تماشيا مع رغبة الأحزاب فأصبحت رهينة القرارات المصيرية ودفعت أثمانا باهظة بالدم والأرواح والإقتصاد والإجتماع وذلك من خلال استدارة بندقية المقاومة إلى الحروب الداخلية محليا وعربيا، وما زالت الطائفة تدفع هذا الثمن السياسي حتى اليوم.

 

إقرأ أيضًا: حكومة إستكمال غياب الدولة , فماذا يجب أن يُكتب في البيان الوزاري ؟
مواقف عدة رفضت هيمنة الأحزاب الشيعية على المجلس الشيعي ورفضت شخصيات شيعية مستقلة كثيرة تهميشها وإبعادها عن الطائفة والمجلس، وسجلت اعتراضها في اجتماع موسع عقد في بيروت الاسبوع الماضي تقرر على اساسه إصدار بيان ورفع كتاب إلى فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بعدم توقيع القرار الذي صدر عن المجلس النيابي والقاضي بتمديد هيئات المجلس الشيعي وإعادته إلى المجلس لاعتباره مخالفا للقانون .
السيد ياسر ابراهيم عضو المركز العربي للحوار شارك في اللقاء الموسع وقال لموقعنا أن الدوافع من اللقاء الشيعي الموسع كانت مشروع القانون الذي قدم إلى المجلس النيابي بطريقة التهريب اللاقانوني وأن هذا العمل الذي أقدم عليه أصحابه فضلا عن أنه مخالف للقانون والدستور فهو يكرس مبدأ اللانتخاب الذي يعتبر جوهر النظام الديمقراطي.
وأما الاسباب غيرالمباشرة  فأشار السيد ابراهيم إلى أن التقصير المزمن في أداء وعمل المجلس الشيعي كان كفيلا بقيام هذا التحرك وهذا اللقاء للبحث في أطر المعالجة.
عن أهداف التحرك الذي قام به اللقاء الشيعي الموسع قال ابراهيم ان من الأهداف إنشاء مؤسسة رديفة للمجلس الشيعي تتساعد و تتعاون مع المجلس الذي ترهلت بنيته الداخلية، كما أشار ابراهيم أن هذا التحرك يجري تحت عنوان رفض فكرة الشمولية في الحكم و الممارسة.

إقرأ أيضًا: مَنْ إنتصر , ومَنْ إنهزم ؟
إلى أين سيمضي هذا التحرك ؟ أجاب السيد ياسر ابراهيم عضو المركز العربي للحوار أن ما نفعله اليوم هو ما يمليه علينا واجبنا الأخلاقي والوطني تجاه الطائفة وأننا ماضون للحفاظ على المباديء التي تميز هذا الوطن عن غيره من الأوطان، والخواتيم والنهايات مرهونة بتقبل الآخر لأفكارنا وقناعاتنا.