نجح الكاتب ابراهيم عيس في روايته " مولانا " في إثارة الممنوع والدخول مباشرة الى إشكالية و إزدواجية السلطة والدين من خلال التعاطي الرسمي بين مكونين يستعبدان الشعوب طوعاً وكرهاً لخدمة إله من صنع رجال المال  .
بلغ مولانا في رواية ابراهيم الدور المتنور لا لتصحيح المفاهيم بل للكشف عنها كونها أكاذيب من صنع أبالسة السياسة والدين منذ إن إجتمعا لهلك الحرث والنسل وتبدو تجربة الثنائي مستمرة وازدادت وتيرتها مع تنامي الظاهرة الدينية وبأبشع صورها مع ظهور الإسلام المتطرف والداعشي الذي غطى المساحة الإسلامية بكاملها .
أرض الكنانة أو مصر الفرعونية والإسلامية أو الإفريقية والعربية تشهد تديناً جديداً على يد الجيل الجديد من الإخوان وقد جنح الجيل نحو الجهاد ضدّ مصر والمصريين ودون هوادة وقد ساعده على ذلك استلاب الدين للناس من خلال وعظ مدمر أشار إليه الكاتب ابراهيم عيس في روايته التي يسهم فيها مولانا بدور بطولي يحاكي فيه تركيبة المجتمع المصري وسيطرة النفوذ السياسي والديني عليه بطريقة جعلته أعمى لا يبصر ولا يعقل وقد عاين تجربة مباشرة لأحداث إجتماعية وسياسية وإعلامية عكست رياح التأثير الضلالي على البنية العامة وأثر ذلك على السلوك الفردي والمزاج العام في التحولات السريعة داخل المخاض المصري قبيل الربيع العربي.

إقرأ أيضًا: المجرم العقائدي واحد ( الدولة اليهودية – جيش المسيح – داعش )
لقد تمّ تنفيذ الرواية في مسلسل مصري لم يخضع لمقص الرقيب العسكري و الأزهري طالما أنها تلامس مصالح النخبة الجديدة في مصر وتلاحق عقول التطرف الديني وتشير إليهم بإصبع الإتهام لجرائم العقل والفتن وترويج البدع وقد لعب ممثلون قادرون أدوار الرواية والجمهور المصري والعربي ينتظر عرض المسلسل بعد أن حصدت منهم الرواية أسهماً وبلغت عندهم مبلغاً مهماً من التقدير ..
رفض لبنان إدخال مسلسل مولانا الى السوق الفني نتيجة إعتراض جهة دينية عليه كونه يسيء للإسلام ويبدو أن السلطة المعنية متجاوبة مع الإعتراض وهذا ما سيعطي المسلسل دفعاً قوياً لأن كل ممنوع مرغوب فيه وهنا لن ندخل في موضوع الحريات طالما أن الحرية في لبنان مقنعة كما وصفها الدكتور سليم الحص ولكن ثمّة إدانة لإنكماش البعض وخاصة من فئات العمل الإعلامي وعدم إثارتهم الجدية لموضوع يتسع لا للنقاش فقط بل لإتخاذ خطوات جدية ومباشرة باتجاه الدفاع عن عمل يتصل بواقع الأمّة وسيطرة قوى التجهيل عليها وهي تعاني من قسوة السيف السياسي الإسلامي ومن أدوات القهر المعرفي حيث ينتشر جيش من الشيوخ للتكفير والتخوين والتهوين والإفتاء بوجوب القتل لإحراز إحدى الحسنيين إمّا النصر وإمّا الشهادة أو كليهما معاً.