حينما أصدر الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قراره بحظر دخول الولايات المتحدة لحملة جنسيات 7 بلدان ذات أغلبية مسلمة الجمعة 27 يناير/كانون الثاني 2017، أصدرت القاضي آن م. دونيلي أمراً بإيقاف العمل بذاك القرار، لاقى ترحيباً كبيراً، وأنقذ عدداً لا بأس به من العالقين في مطارات أميركا من خطر الترحيل. ومنذ ذاك الحين، انتشر اسم القاضية الأميركية على نطاق واسع.. فمن هي آن م. دونيلي؟
موقع Patch الأميركي تقصّى أمر هذه القاضية، ليجد أنها قاض فيدرالي في منطقة بروكلين بمدينة نيويورك، اضطلعت سابقاً بمنصب الادعاء القضائي طيلة 25 عاماً قضتها في مكتب روبرت مورغنثو للادعاء العام بمنطقة مانهاتن في المدينة نفسها.


تبلغ دونيلي من العمر 57 عاماً، وقد تولت منصب قاض فيدرالي في أكتوبر/تشرين الأول 2015، وقد وُلدت في ميشيغان وتخرجت في جامعتها قبل أن تحصل على درجة بالقانون من كلية الحقوق في جامعة أوهايو الحكومية.
وفي عام 1984، التحقت بمكتب مورغنثو بصفة مدّع عام مساعد نيابة عن المنطقة، وترقت إلى درجة مستشارة محكمة رفيعة المستوى عام 1997. في تلك الفترة، عملت دونيلي على ملفات قضايا أفراد عصابات وغيرهم من المجرمين الذين ارتكبوا جرائم عنف، كجزء من عملها في البرنامج الجنائي لمحترفي الجرائم الكبرى.
بقيت في منصبها ذاك حتى عام 2005 حينما أوكلت إليها رئاسة مكتب انتهاك الطفل والعنف الأسري.
وكان السيناتور تشاك شومر، النائب الديمقراطي عن ولاية نيويورك، الذي اقترح على أوباما ترشيح دونيلي لمجلس القضاء الفيدرالي، وقال في أثناء جلسة توليها منصبها الجديد: “سمعتها، وصِيتها ذائع مشهور، فعندما تذكرها أمام أي شخص خدم في مكتب مورغنثو لادعاء المنطقة، سيقولون لك كم كانت واحدة من أفضل المحترمين الذين يُكنّ لهم الإعجاب هناك”.
ولعل أبرز قضية اضطلعت بها كانت عام 2005 عندما ساعدت في تولي ملف قضية دينيس كوزلوسكي الرئيس التنفيذي لشركة Tyco الذي أدين بتهمة سرقة 100 مليون دولار من الشركة، حيث ذاع صيته بتبذيره الشديد في إنفاقه على مظاهر الترف، مثل شرائه ستارة حمام من الذهب بسعر 6 آلاف دولار، وإنفاقه مبلغ 2 مليون دولار على حفلة عيد ميلاد ضمت تمثالاً من الجليد يحاكي تماماً تمثال “ديفيد” الشهير لمايكل أنجلو، بيد أن التمثال الجليدي يتميز بأنه آلة لصب خمر الفودكا.
وقبل ترفيعها إلى مجلس القضاة الفيدرالي عام 2015، كانت دونيلي قد خدمت بمنصب قاض لولاية نيويورك وتولت هناك العديد من الملفات والمحاكمات الإجرامية.
ويقول شومر عنها أيضاً: “إنها من داخلها شخص طيب كريم الوجدان والتعاطف، ذات شخصية عادلة منفتحة تناسب جداً منصب قاض فيدرالي”، مضيفاً أيضاً أنها قضت سنوات في تحكيم محاكمات صورية؛ لتساعد طلبة الحقوق وصغار المحامين المبتدئين من أجل تحسين قدراتهم.
دونيلي متزوجة ولها ابنتان، وفي أثناء جلسة توليها منصبها كان قد طرح عليها سؤال إن كانت أهلاً للتحدي المتمثل في التحول من محاكم الولاية إلى المحاكم الفيدرالية، فأجابت أمام عدة أعضاء من مجلس الشيوخ: “من خبرتي البالغة 25 عاماً في منصب مساعد ادعاء عام في المنطقة ومن خلال عملي 6 سنوات بمنصب قاضي محكمة الولاية، كان لي وافر الحظ بمواجهة تحديات قضايا معقدة تطلبت مني الإسراع في معالجة مسائل لم أكن ملمة بها. لذا، أنا ملتزمة بالعمل الدؤوب الجاد”.
وختمت بقولها: “إنني أتطلع إلى هذا التحدي”.
يذكر أن مجلس الاستماع إليها أيد تعيينها للمنصب بواقع 95 صوتاً مقابل 2.