أثارت التجربة الصاروخية الإيرانية حفيظة الادارة الأميركية الجديدة التي اعتبرت انها تتناقض مع الإتفاق النووي إلا أن إيران تصر على أنها خارج الاتفاق النووي وتأتي في سياق تعزيز قدراتها الدفاعية فما هي التداعيات المحتملة؟
 

لم يجف حبر توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على القرار العنصري الذي يمنع منح التأشيرة لأتباع سبعة بلدان إسلامية لدخول الولايات المتحدة، حتى فاجأ الحرس الثوري الإيراني البيت الأبيض باختبار صاروخي جديد، لفت أنظار المعنيين، حيث أن الولايات المتحدة أعلنت بأنها ستدرس بدقة تلك الاختبارات، لمعرفة ما إذا تُعتبر تلك الاختبارات خرقاً الاتفاق النووي.
كما أثارات تلك الاختبارات حفيظة الكيان الصهيوني الذي لم يأل جهداً من أجل إفشال ذلك الاتفاق الذي فتح أبواب العالم أمام إيران من جديد وأعادها إلى المجتمع الدولي بعد حصار استمر سنوات.
واعتبرت فرنسا على لسان وزير خارجيتها الذي يزور طهران وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقد بعد لقائه نظيره الإيراني محمد جواد ظريف أن تلك الاختبارات تناقض روح الاتفاق النووي، وردّ عليه الوزير ظريف بأن إيران لن تحوّل مهمة الدفاع عنها إلى أي بلد ولن تستأذن أي بلد في مشاريعها الدفاعية.
ولكن الموقف الروسي كان حاسماً حيث أعلنت بأن تلك الاختبارات لا تناقض الاتفاق النووي وتشكيل الاجتماع الاممي من أجل درسها، تأجيج للموضوع.

 

إقرأ أيضًا: الممثلة والمخرج الإيرانيين لن يحضرا حفل أوسكار
وزير الخارجية الفرنسي اضاف خلال المؤتمر الصحفي في مقر وزارة الخارجية الإيرانية بأن معظم البنوك الفرنسية لا زالت تتوجس من فتح العلاقات المصرفية مع طهران، خوفا من العقوبات الأمريكية المحتملة، مما يعني بأن الأمريكيين يحاولون اغتيال روح الاتفاق النووي الذي يتحدث عنه الوزير الفرنسي، ويمثل القرار الرئاسي الأخير خطوة جديدة لهذه المحاولة.
وفيما يتعلق بسرّ الاختبارات الصاروخية الإيرانية هناك تساؤلات عن الغايات التي تبحث عنها إيران أو تريد تحقيقها من وراء تلك الاختبارات التي كثّفت إيران من إنجازها بُعيد الحصول إلى الاتفاق النووي، قبل عام، مما أثار اعتراضات في الداخل أيضا.
إن سرّ قيام لإيران بتلك الاختبارات بعد الاتفاق النووي، في العام 2016 يكمن في تأكيدها كواقع يعتاد عليه الطرف الأمريكي ويعترف بها كممارسة غير خارقة للاتفاق النووي، وفعلاً نجحت إيران في الحصول على اعتراف الولايات المتحدة بأن تلك الاختبارات لا تناقض الاتفاق النووي، حيث أن الأمريكيين رأوا بأم أعينهم وعبر القنوات الفضائية الإيرانية الرسمية بأن إيران أطلقت تلك الصواريخ التي تزعم أنها لا تحمل الرؤوس الحربية النووية. 
ويركز المعارضون لتلك الاختبارت على أن الصواريخ التي تحمل الرؤوس هي صواريخ باليستية، ولكن إيران تصر على أنها ليست معبأة من أجل حمل الرؤوس النووية.

إقرأ أيضًا: ترامب يُظهر عنصريته خلال مسرحيته الأولى
وفور مجيئ الرئيس الجديد الأمريكي، بادر العقل العسكري الإيراني إلى تنفيذ نفس الخطة من أجل تذكير الطرف الآخر بأنها على ما كانت عليها مع أوباما، وكما التزم الأخير الصمت تجاه تلك الاختبارات فعليه أيضاً أن ينتهج نفس الطريق، ولا يطلب من إيران الالتزام بما لا يُلزمها الاتفاق النووي فيه وكانت تلك الاختبارات، اختبار تذكيري لطاقم الرئيس المستفز المهرج الأمريكي، كما كانت أيضاً رداً على قراره العنصري الأخير، كما أنها جاءت تضامناً مع المحتجين الأمريكيين الذين حجبوا ثقتهم عن الرئيس المهرج خلال مظاهرات احتجاجية على قراره العنصري المثير للخجل.
هذا هو العقل الإيراني الذي يعرف كيفية استغلال الثغرات الموجودة لدي العدو، وهذا هو الترحيب الإيراني بالرئيس الجديد الأمريكي، وهكذا تقول إيران النووية الباليستية عبر الاختبار الصاروخي الجديد للرئيس الجديد: خوش أمديد!