أظهرت دراسات علمية عدة أن الإشاعة المتداولة حول فيتامين سي وقدرته على علاج نزلات البرد غير صحيحة.

وأشار تحليل لمجموعة «كوشران» نُشر في العام 2013، شمل نتائج أكثر من 11 ألف مشارك تناولوا فيتامين سي على أساس منتظم، ليتبين أن عدد نزلات البرد ما زالت كما هي ولم يُعالج منها أي شخص، وفق ما نشرته النسخة العربية من موقع «هافينغتون بوست».

وأكدت نتائج التحليل أن الاستخدام المنتظم لفيتامين سي يقلل من مدة نزلات البرد بين البالغين بنسبة ثمانية في المئة، في حين تقل بين الأطفال بنسبة 14 في المئة، في حال أخذ جرعة ألف ملغ في اليوم الواحد.

وقدّرت الدراسة أن البالغين يُصابون بنزلات البرد مرتين إلى ثلاث مرات سنوياً، لمدة تصل إلى 12 يوماً في المتوسط في حين تُقدّر لدى الأطفال بـ28 يوماً. أما في حال تناول جرعة بمقدار ألف ملغ يومياً، فإن ذلك يقلل عدد المتوسط إلى 11 يوماً لدى الكبار و24 لدى الأطفال.

وتعود بدايات إشاعة فيتامين سي إلى آواخر الستينات، عندما فاز الكيميائي الأميركي لينوس بولينغ بجائزتي نوبل في مجال عمله في العام 1954 وللسلام في العام 1962.

ويُعد بولينغ هو السبب في انتشار هذه الإشاعة، إذ افترض أن استهلاك جرعات أكثر من الحصص اليومية الموصى بها من فيتامين سي، يساعد في العيش لفترة طويلة والتمتع بحياة خالية من الأمراض.

وكان بولينغ يتناول نحو 18 ألف ملغ من فيتامين سي يومياً، أي ما يعادل 200 ضعف الجرعة الموصى بها وهي 90 ملغ، كما نشر كتاباً في العام 1970، أوصى فيه الناس بتناول ألف ملغ يومياً من فيتامين سي، أي ما يعادل 11 أضعاف الجرعة الموصى بها، للحد من الإصابة بنزلات البرد.

واتّبع أكثر من 50 مليون أميركي نصائح بولينغ، وتزايدت مبيعات فيتامين سي أضعافاً مضاعفة في الولايات المتحدة، حيث أطلق أصحاب الصيدليات على تلك الأرباح «تأثير لينوس بولينغ».

وجاءت دراسات لاحقة لتنفي ما صرّح به بولينغ، معتبرةً أن فيتامين سي ليس له قيمة في معالجة نزلات البرد، في وقت لم يرضخ بولينغ لتلك الدراسات ومضيفاً أن فيتامين سي يمكن أن يشفي من السرطان. لكن بولينغ توفي في العام 1994 بعدما تم تشخيصه بمرض السرطان.

ويُمكن الحصول على الجرعة اليومية من طريق اتباع نظام غذائي متوازن، إذ تُقدّر الجرعة الموصى بها للرجل بـ90 ملغ وللنساء 75 ملغ. وتُعد الحمضيات مثل البرتقال والغريب فروت والتوت، إضافةً إلى الخضروات مثل الطماطم والبطاطا والقرنبيط والسبانخ.

ولا تنصح وكالات الصحة العالمية بمكملات فيتامين سي للعلاج من نزلات البرد، لأن الجسم لا يستطيع تخزينها ويتم إخراجها مع البول.