لا تعيش زغرتا مع إقتراب موعد الإنتخابات النيابية سلاماً إنتخابياً داخلياً، وهي التي مثلها مثل باقي المناطق ذات الثقل المسيحي والتي لم تنزل عليها نار "الثنائية المسيحية" برداً وسلاماً، بل عصفت بها، وستخلق فيها وفي غيرها من المناطق المسيحية، على أي قانون إنتخابي كان، حالة من "الإكتساح" الإنتخابي لصالح طرفي تفاهم معراب (القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر). وبالتالي إلغاء، أو أقلها دق عروش، عن قصد أو عن غير قصد، تمثيل كل من هو خارج صفقة الرئاسة بحلتها الجديدة. 
 
لا شك بأن رئيس تيّار المردة النائب سليمان فرنجية هو حالة موجودة لها حضورها ووزنها في قضاء زغرتا، إلا أن التيار والقوات معروفان بقوة حجم تمثيلهما مسيحياً، وما يخرج من حديث في الأوساط الشمالية يذهب حد وجود نوايا للثنائية لتوسيع تحالفاتها "الزغرتويه" لتشمل ميشال معوض، وبالتالي تفرض هذه المعادلة على "بيك زغرتا" واقعية جديدة تتمثل بعقد تحالفات مع عدة أطراف كانت في الأمس القريب خصماً سياسياً له.
 
دون أدنى شك، هناك تقاتل بين الثنائية المسيحية وتيار المردة على كسب "جبهة ميشال معوض" وهناك حديث عن "أبواب مشرّعة" لتحالف يجمع الكتائب بالمردة في ظل نوايا توسيع الثنائية لمروحة تحالفاتها التي لها أن تحرج فرنجية في مسقط رأسه، حتى ولو كان ينوي إعادة التموضع في تحالف يجمعه بالكتائب، وهذا الكلام لا يسقط جانب آخر يعمل عليه وهو "التوافق" مع الثنائية.
 
المَخرج (التوافق) يسوق له حزب الله الذي لا يريد كسر البيك أو إحراجه، كما تنقله أوساط سياسية لـ"ليبانون ديبايت" التي تؤكد أن "الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله طرح موضوع إمكانية التفاهم حول زغرتا مع التيار الوطني الحر في الإجتماع الأخير الذي عقد بينهما في الضاحية الجنوبية". وتؤكد الأوساط أن حزب الله "يشتغل" على هذا الخط مع حليف التيار الوطني الحر من أجل التوصل إلى آلية معينة تحمي النائب فرنجية من أي تأثير إنتخابي سلبي، وتقيه الإحراج في مربط خيل زعامته.

وتشير الأوساط نفسها إلى أن العمل جارٍ على خطين متوازيين عسى أن ينجح أحدهما، وهما إما إتفاق إنتخابي كامل في زغرتا، أو تطبيق آلية تجيير أصوات متبادلة بين التيارين البرتقالي والأخضر. كالذي حصل في انتخابات الـ2005 النيابية، عندما جُيّرت أصوات العونيين من تحت الطاولة لصالح مرشح حزب الكتائب الشهيد بيار الجميل، على حساب مرشح القومي السوري آنذاك غسان الأشقر، بهدف عدم كسر آل الجميل في معقلهم بالمتن، فما صح بالأمس يمكن أن يصح اليوم أيضاً.

وعليه، هل سنرى فرنجية جنباً لجنب مع عدوه التاريخي الدكتور سمير جعجع، ومنافسه على كرسي الرئاسة الجنرال ميشال عون، في تحالف إنتخابي شامل؟ أم أن لعبة تجيير الأصوات ستعود لتحصل عبر تفاهم ثلاثي الأبعاد (تيار، مردة، حزب الله)، يحمي "قلعة فرنجية" بوجه عاصفة الثنائية المسيحية؟ وإلا ستكون صفعة التمثيل في إنتظار سليمان بيك فرنجية في حال فشل حزب الله في طرحه الأخير.


ليبانون ديبايت