مازال رئيس الجمهورية ميشال عون يصرّ على استكمال التعيينات الإدارية والأمنية والعسكرية. كل التعيينات في كف، وتعيين قائد جيش جديد، وإجراء منقالات في السلك العسكري في كف أخرى بالنسبة إلى عون. وذلك إنطلاقاً من حسابات رؤيته إلى الأوضاع العامة في البلاد، ولاستكمال العهد إنطلاقته بتصحيح الخلل في العديد من المواقع التي غلب عليها طابع التمديد. لذلك، فإن عون يتمسك بالتجديد، وهو في أقرب فرصة ممكنة سيطرح مسألة تعيين قائد للجيش، قبيل انتهاء الولاية الممدة للقائد الحالي العماد جان قهوجي.

وما إن يطرح عون هذه المسألة سيطرح تيار المستقبل مسألة تعيين مدير عام جديد لقوى الأمن الداخلي، وبما أن ولاية اللواء إبراهيم بصبوص ستنتهي في شهر حزيران 2017، وكذلك بالنسبة إلى الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد خير، فإن عون سيصر على التوافق على إنجاز هذا الملف برمّته قبيل تلك الفترة في أقصى حدّ ممكن، ولن ينتظر شهر أيلول موعد انتهاء ولاية قهوجي. وليس السبب في ذلك، خلاف شخصي بين الرجلين، وفق ما تؤكد مصادر متابعة لـ"المدن"، إنما ينطلق عون من رفض التمديد مبدئيّاً. وتشير المصادر إلى أن العلاقة بين عون وقائد الجيش جيدة، كما أن اللقاءات البروتوكلية كل أسبوعين تعقد وإن كان معظمها يجري بعيداً من الإعلام.

وتلفت مصادر لـ"المدن" إلى أن العماد قهوجي، يلتزم بتوجيهات رئيس الجمهورية، وسيلتزم بأي قرار يصدر عن مجلس الوزراء يتعلّق بتعيين قائد جديد للجيش، بل إنه لا يمانع ذلك، ولا يسعى إلى البقاء. وهذا ما أبلغه إلى رئيس الجمهورية في أول لقاء عقداه في قصر بعبدا، وكرره في آخر لقاء عقد بينهما قبل أيام. وعلمت "المدن" أن قائد الجيش أبلغ إلى عون بأنه سيستغني عن المنزل المخصص له من المؤسسة العسكرية. وهو على أتم الاستعداد لتسليم منصبه لخلفه متى عُين.

وفيما كان لدى عون، أسماء خمسة عمداء يريد تعيين أحدهم قائداً للجيش، فإن المسألة تحوّلت إلى ما يشبه البورصة، ففي كل يوم ترتفع أسهم أحدهم على حساب الآخرين. ولكن ثمة من يعتبر أنه لا بد من التمهل هذه الفترة لتعيين القائد الجديد للجيش إلى ما بعد الانتخابات النيابية، خصوصاً أن الوضع الأمني يحتّم إبقاء الوضع العسكري على حاله، وعدم تعريضه لأي مناقلات. ومن بين هذه الأطراف حزب الله، الذي تشير مصادر متابعة إلى أنه مازال يفضّل التريث في بحث هذا الأمر. وفيما ينسّق وزير الخارجية جبران باسيل مع مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا في هذا الملف، علم أن صفا طلب من باسيل التمهّل قليلاً. وإذا كانت حظوظ العميدين جوزيف عون وكلود الحايك مرتفعة، يبدو الآن أن حظوظ العميد الركن الياس ساسين هي المرتفعة، لحسابات عديدة، أولها أن ساسين مقرب من الأفرقاء كافة، وقريب جداً من عون، خصوصاً لصلة القرابة التي تربطه بقرينة عون ناديا. لكن لا شيء محسوماً بعد.

أما في ما يتعلق بالتعيينات الأخرى، فقد علمت "المدن" من مصادر متابعة، أن باسيل سيطرح في الجلسة المقبلة للحكومة، أن يُدرج بند التشكيلات الديبلوماسية على جلسة لاحقة. وذلك بهدف تعيين سفراء وترفيع ديبلوماسيين في عدد من العواصم. وعلمت "المدن" أن من بين الأسماء التي يريد باسيل مع بعض القوى السياسية تعيينها سفراء من خارج الملاك الديبلوماسي، هم عدد من الضباط وقادة الأجهزة الأمنية، من بينهم المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص والمدير العام لجهاز أمن الدولة اللواء جورج قرعة.