لطالما شكل عالم الماورائيات حاجزًا أراد العقل البشري دخول خفاياه بشكل أكبر كما أن السحر والجن من أكثر المواد الدسمة التي تدور نقاشات لا تنتهي حول وجودها فعلًا أو إعتبارها مجرد خرافات.
وما يزيد الفاجعة في عالمنا العربي وخاصةً اللبناني أن هناك عددًا من الإحصائيات التي تشير إلى تزايد عدد الدجالين والسبب الرئيسي في تزايد عددهم هو توهم الناس قدرة هؤلاء على حل مشاكلهم.
ولكن ما هو السحر وما هي طقوسه، ولماذا يؤثر في بعض الناس بدرجة كبيرة ويقتنعون بقدرته وإمكانياته الخارقة؟
السحر في الأصل يعني إستعمال كلمات غامضة أو تعاويذ ورقية وطلب العون من قوى فيما وراء الطبيعة تحمل بعض الأشياء التي لا يمكن عملها بشكل طبيعي، ولقد إستعمل الكهنة السحر وكذلك الأطباء في مصر القديمة وبلاد اليونان وروما، لإقناع الناس أنهم يمتلكون قوى خارقة.
ولكن السحر اليوم أصبح نوعًا من أنواع الشعوذة وخداع الناس للحصول على أموالهم أو لتنفيذ رغبات السحرة غير المشروعة، مستغلين مهاراتهم وذكاءهم أو بعض الأجهزة الميكانيكية لإيهام المتفرجين للتفكير بأنه قد فعل شيئًا لا يمكن لأحد فعله، فنحن نعلم أن هناك حيلة مستورة وراء الأعمال السحرية ولكننا نتمتع بوهمنا هذا.
وعليه، فإن السذاجة عند عدد من الناس تجعلهم يقصدون المشعوذين، وهذه السذاجة جزء كبير من تكوينها نابع من المعتقدات الخاطئة التي ترمي نحو قدرة المشعوذين على حل المشاكل وكشف المستور، وكثير من الحالات التي تذهب للعلاج عند هؤلاء الدجالين، يتم خداعهم بأنهم "مربوطين" من الجن سواء ذكرًا أو أنثى، وأن هذا الجن يمنعه من الزواج لأنه يعتبر هذا الإنس زوجًا له.
من هنا، يبدو أن التفاعل مع هذه المواضيع لا زال هو هو يحظى بمشاركة واسعة حتى في عالم مواقع التواصل الحديث.
فمنذ ليلة أمس وموقع "تويتر" لا يهدأ حيث إنشغل عدد كبير من المغردين في لبنان بالتعليق على حلقة برنامج "العين بالعين" الذي يقدمه الإعلامي طوني خليفة عبر قناة "الجديد" حيث أطلق البرنامج هاشتاغ #الجن_والسحر لينتشر كالنار في الهشيم وما زال يحتل الصدارة بعد أكثر من 16 ساعة تقريبًا على إطلاقه.
 فكيف يرى المغردون “الجن والسحر”؟