لم يأت الرئيس الأميركي على ذكر الإتفاق النووي الايراني في خطاب تنصيبه، الأمر الذي اعتبرته إيران أمرا ايجابيا إلا أن حديث ترامب عن تدشين منصة صواريخ لرفع التهديد الايراني اعتبرته إيران قرارا سياسيا وغير عقلاني
 

خلافاً لما كان متوقعاً لم يتطرق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال خطابه الأول الذي ألقاه في حفل تنصيبه إلى موضوع إيران ولا الاتفاق النووي ولا دعم إيران للإرهاب وما إلى ذلك من ملفات الخلاف بين الطرفين، مما يوحي بأن ترامب ما بعد الفوز يختلف عن ترامب المرشح الرئاسي،فإن ترامب المرشح الرئاسي قد اتخذ من موضوع الاتفاق النووي مع إيران مادة دسمة للتهجم على الرئيس أوباما ووزيرة خارجيته السابقة هيلاري كلينتون، كما توعد بأنه سيمزّق الاتفاق النووي بحال فوزه في الانتخابات الرئاسية.
وجاء الرد الإيراني على ترامب حاسماً ومصيرياً حيث أعلنت إيران بأنها ستحرق الاتفاق بحال تمزيقه من قبل الرئيس الأمريكي الطازج!
كما جاء الرد الإيراني على تجاهل ترامب لموضوع الاتفاق النووي سريعاً حيث أعلن علي أكبر صالحي رئيس منطمة الطاقة النووية الإيرانية بأن إيران تعتبر هذا التجاهل إيجابياً مضيفاً بأن إعادة المفاعل النووي الإيراني إلى ما كان عليه قبل الاتفاق النووي سهل يسير. وفي جوابه حول السؤال عن أوامر الرئيس ترامب بتدشين منصة دفاع صاروخي لرفع التهديد الصاروخي من قبل كوريا الشمالية وإيران، قال صالحي إن بعد المسافة بين إيران وأمريكا يتجاوز 16 ألف كيلو متراً ولن تريد إيران صنع صواريخ مداها 16 ألف كيلو متراً، واعتبر صالحي هذا القرار الأمريكي بأنه قرار سياسي وغير عقلاني.

 

إقرأ: إنذار إيراني مسبق لترامب: سنحرق الاتفاق النووي إذا مزّقته
ويبدو أن تجاهل ترامب قضية الاتفاق النووي بقدر ما كان مريحاً للإيرانيين، شكّل مصدراً للإزعاج بالنسبة للكيان الصهيوني.
ولهذا السبب قال نتنياهو،في رسالة وجهها للشعب الإيراني، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، مساء السبت، أنه يعتزم التحدث مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "لبحث كيفية التصدي للتهديد الذي يشكله النظام الإيراني الذي يدعو إلى تدمير إسرائيل." وطمأن نتنياهو الشعب الإيراني بالقول: "نحن أصدقاؤكم ولسنا أعداءكم"، مؤكداً أن إسرائيل "ميزت دائما بين الشعب الإيراني وبين النظام الإيراني".
وأردف نتنياهو، قائلاً "أتطلع إلى اليوم حين سيزور إسرائيليون وإيرانيون بعضهم البعض بشكل حر في طهران وفي أصفهان، في القدس وفي تل أبيب". وشدد على أنه "يجب على المتعصبين ألا ينتصروا. يجب على وحشيتهم ألا تنتصر على شفقتنا".

إقرأ أيضًا: تشييع رفسنجاني: استعراض للحركة الخضراء الإيرانية
تلك الشفقة التي يتحدث عنها نتنياهو لم يجربها الشعب الإيراني ولكن الشعوب العربية جربتها طيلة ستة عقود من دير ياسين إلى قانا، ويعرف نتنياهو بأن الصواريخ الإيرانية إذا لم يبلغ مداها إلى البيت الأبيض ولكنه يبلغ مداها إلى تل أبيب قطعاً.