يشكل مؤتمر أستانة نقطة الفصل في الأزمة السورية ولذلك فإن جميع الأطراف المعنية بالملف السوري تحاول الحصول على مغانمها بعد الإنتهاء من الحرب وكان على إيران وغيرها الوقوف أمام خيارات جديدة على عتبة مؤتمر أستانة و ما بعده
 

لا تزال التداعيات السياسية للقرار التركي الروسي بوقف إطلاق النار سارية المفعول تلك التداعيات التي ضربت بالدرجة الأولى السياسية الإيرانية في سوريا الأمر الذي ترجمته إيران عبر حلفائها بالتصعيد في وادي بردى حيث يستمر حزب الله في التصعيد بموافقة إيرانية ومن المتوقع زيادة التصعيد الإيراني في وجه مؤتمر أستانة وربما إنتقال التصعيد الى أمكنة أخرى في محيط دمشق والغوطة . 
ويهدف الضغط الإيراني العسكري إلى فرض إيران نفسها في أي حلول قد تصدر عن مؤتمر أستانة نظرا إلى الموقف الروسي الذي يرفض أي دور مستقبلي لإيران في سوريا وهو الموقف القريب من الموقف الأمريكي الذي يرفض اي دور لإيران في الحل السوري .
في هذا السياق ما زال حزب الله ممسكا بجميع مواقع انتشاره في سوريا ولم ينسحب من أي منها، حتى في دير الزور وإن لم يشارك في أي عمليات عسكرية باستثناء ريف دمشق.
ويعتبر حزب الله أن الارتكاز في تلك المعركة على السلاح الجوي، ولذلك هو يتريث لمعرفة ما سيحصل من تطورات. وتشير مصادر متابعة إلى أن هجوم داعش الواسع في تلك المناطق، يأتي رداً على تقدم يحرزه حزب الله والجيش السوري في محيط تدمر عبر تحركات عسكرية بعيدة عن الإعلام.

 

إقرأ ايضًا: مؤتمر الأستانة فرصة جدية للحل السياسي؟
وعلى وقع مؤتمر الأستانة و تداعياته يحاول الحزب الإستفادة من بؤر التوتر في سوريا والتصعيد العسكري من خلالها على اعتبار انها غير مشمولة بوقف إطلاق النار في محاولات مكشوفة للتشويش على المؤتمر بإيعاز إيراني لمنع روسيا من الإمساك بكل الأوراق على الساحة العسكرية في سوريا وخصوصا تلك المناطق القريبة من دمشق ولها تأثيراً على دمشق وعلى السلسلة الجبلية الرابطة بين لبنان وسوريا. 
ويستند الحزب في ذلك إلى أن وقف إطلاق النار لم يشمل منطقة وادي بردى، ولا المناطق الحدودية مع لبنان. وكذلك بالنسبة إلى إسرائيل التي رفضت شمول وقف إطلاق النار المناطق الحدودية معها، وكذلك بالنسبة إلى تركيا.

إقرأ أيضًا: مؤتمر باريس بين التأييد الفلسطيني والرفض الإسرائيلي
ويعود هدف الحزب إلى ذلك، لإعادة التحكم بالميدان بشكل أو بآخر، ولتمرير الرسائل. وتعتبر المصادر أن الأمور لن تذهب إلى النهاية هناك، ولكنها ستصل إلى مكان متقدم جداً، وهو تفريغ المدينة من مضمونها وعناصر قوتها، وعوامل الجغرافيا التي تقويها، وإحداث تغيير جغرافي واسع في تلك المنطقة، عبر السيطرة على القرى المحيطة بالمدينة. وذلك تحسباً لأي أمور مستقبلية.
وبانتظار ما سيصدر عن مؤتمر أستانة ستبقى الأمور على حالها في الميدان السوري دون أي معطيات جديدة.