شارك معارضون سوريون، تتهمهم الكيانات الرئيسية في المعارضة بانهم ينتحلون صفات في الجيش الحر والمعارضة السياسية، في مؤتمر معهد "ترومان للسلام"، الذي عقد الثلاثاء في "الجامعة العبرية" في القدس.
ويعتبر منسق "جبهة الإنقاذ الوطني" فهد المصري، الذي قدّم مداخلة في المؤتمر عبر الفيديو، أحد أبرز الشخصيات السورية المعارضة التي تحافظ على تواصل دائم مع إسرائيل. وكان يشغل في السابق منصب مدير مكتب مشتريات قائد سرايا الدفاع سابقاً رفعت الأسد، وابنه دريد.
وما إن اندلعت الثورة في سورية، حتى أسس المصري، ويقال إن اسمه الحقيقي حيدر خضور، عشرات التجمعات السياسية المعارضة، فضلاً عن ادعائه بأنه الناطق باسم الجيش السوري الحر، وهو ما نفته فصائل المعارضة مراراً، كما أنه عيّن نفسه في منصب نائب الرئيس، في حكومة منفى رئيسها رفعت الأسد، قبل أن تسوء العلاقة مع الأخير، وينعته المصري بـ"سفاح حماة".
وعرض المصري خلال المؤتمر، الذي شارك فيه المئات من الشخصيات الأكاديمية والثقافية والدبلوماسية الإسرائيلية، خريطة طريق "للسلام بين سوريا وإسرائيل". تتضمن اعتراف "سوريا المستقبل" بدولة إسرائيل، وإيجاد تعاون عسكري وأمني معها، فضلاً عن دعوتها لإعادة إعمار سوريا.

إقرأ أيضًا: الرئيس ميشال عون: الإعتراض على النسبي في غير محله
المصري لم يكن الوحيد المشارك في المؤتمر، إذ قالت الإذاعة الإسرائيلية العامة، إن شخصاً آخر هو عصام زيتون شارك سابقاً في مؤتمر "هرتسيليا"، قدّم نفسه على أنه ممثل للجيش الحر، والمعارض السوري الكردي سيروان كاجو، كانا من بين المشاركين.
وطالب كاجو بتقسيم سوريا، وقال في مداخلته، إن "الفدرالية في سوريا هي السبيل الوحيد لإعطاء مجال لكل فئة من فئات المجتمع السوري المتنوع لإيصال صوتها". وأضاف أن "حزب الله الآن يمثل خطراً على سوريا وإسرائيل معاً".
مشاركة أولئك في المؤتمر لم تمر بسلام، حيث تصدى طلاب فلسطينيين لهم، وأطلقوا هتافات داخل القاعة، قبل أن يتم إخراجهم بالقوة.

إقرأ أيضًا: من المسؤول عن مقتل فضل الخنسا في الضاحية؟
ووجه الطلاب الفلسطينيون اتهامات للمشاركين السوريين في المؤتمر بـ"التآمر على سوريا وفلسطين" والدفاع "عن دولة احتلال"، فردّ عليهم زيتون بالقول "اخجلوا، أنتم تعيشون في جنّة مقارنة بما يعيشه السوريون".
إن لجوء بعض منتحلي صفة المعارضة السورية يسيؤون إلى هذه المعارضة أكثر من المتربصين بها وبالتالي فإن على المعارضة وفصائلها جميعا نبذ هذه الحالات والتصدي لها للحفاظ على الثورة السورية وأهداف المعارضة من أي طعن من داخل صفوفها خصوصًا.