عندما تستمع إلى تصريحات رئيس كتلة الوفاء للمقاومة الحج محمد رعد المتعلقة بالجدال الحاصل حول قانون الانتخابات والذي يقول فيه : "الصيغة التي تحقق العدالة والفعالية في التمثيل النيابي هي التي تعتمد على النسبية الكاملة مع الدائرة الواحدة أو الدوائر الموسعة، وعدا عن هذه الصيغة ستبقى العدالة مشوهة" 
تكاد تختلط عليك الأمور وتجزم بأن صاحب كتاب "العقد الاجتماعي" جان جاك روسو قد بعث من جديد،وأن من تستمع إليه هو الحج روسو حتما، إذ من غير الممكن أنّ من يدعو إلى مثل هذه الدعوة من على منبر إحدى حسينيات الجنوب وفي ذكرى شهيد قضى دفاعا عن نظام بشار الأسد، وينتمي إلى حزب الولي الفقيه الذي ينال شرعيته (الولي الفقيه) من السماء ولا حاجة له أصلا لأصوات الجماهير إلا كونها كاشفة عن الصلاحيات ليس أكثر.

إقرأ أيضًا: عون ،،، والنورس
تحضر في رأسك عشرات الصور وأنت تستمع إلى الحج محمد رعد وهو يدعو إلى سبيل النسبية بالحكمة والموعظة الحسنة، ليس أقلها اختزال العمل السياسي بالجنوب وحصرها في التنظيمين الشيعيين فقط، ثم تأتي صور الزملاء من "شيعة السفارة"، لتقفز بقوة مشاهد سيارات مناصري أحمد الأسعد المشتعلة، وتحاول جاهدة طرد صورة الشهيد هاشم السلمان المضرج بدمائه "بالحادث المؤسف" أمام السفارة الايرانية في بيروت وغيرها وغيرها من الصور ليس آخرها منع أغاني فيروز في الجامعة اللبنانية أو إقفال محال المشروبات الروحية في كفرمان.

إقرأ أيضًا: رفسنجاني : مات أو قُتل
كل هذه الصور اللعينة تحضر دفعة واحدة وأنت تتلقف دعوة الحج رعد بصوته الجهوري وإصراره المعهود على قناعاته وأفكاره، فتصاب بشيء من الدوار والحيرة تفقدك توازنك وقدرتك على الوقوف، ولا يخرجك من هذه الدوامة الإعصار إلا حين تتذكر حديثه السابق عن شبعا والقدس وتحرير فلسطين،،، فتهدأ حينئذ بعد أن توقن بأن ما تسمعه لا يعدو أكثر من "فشفيش" .