مؤتمر أستانة خشبة الخلاص الأخيرة فهل يستطيع هذا المؤتمر فرض الحلول الجدية للأزمة السورية؟
 

لقد ساهم الإتفاق الروسي التركي على وقف إطلاق النار في سوريا في إضفاء فرصة جدية للحل، ونجح هذا الإتفاق الى حد ما في تبريد الساحة الميدانية بالرغم من بعض الخروقات، وشكل هذا الإتفاق ممرا آمنا للتحضيرات الجارية لعقد مؤتمر الأستانة في العاصمة الكازاخستانية برعاية روسية – تركية تهدف للوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية لأنه وبلا شك فإن استمرار القتل المتبادل بين السوريين بدون أفق للحل السياسي سيساهم في المزيد من القتل والتدمير على الاراضي السورية.
إن الإتفاق الروسي التركي حول مؤتمر الآستانة، سيزيد من فرص وإمكانية الوصول إلى حل سياسي يرضي جميع الأطراف وربما بات على جميع الدول المساعدة  بدعم هذا المؤتمر، وتهيئة المناخ والظروف لنجاحه لإنهاء الأزمة السورية بما يرضي جميع الأطراف لأن أي قراءة للأزمة السورية بشكل موضوعي تؤكد أن لا حلول عسكرية لهذه الأزمة، ولا يمكن أن ينتصر طرف على آخر عسكرياً.
 إن الحلول السياسية التي يقدمها مؤتمر الآستانة برعاية روسية وتركية ودول أخرى ستكون قادرة على الوصول إلى حل نهائي لهذه الأزمة يرضي هذا الحل جميع الأطراف المحلية التي تشترك في الحرب السورية على أن هذا المؤتمر بحاجة أيضا إلى توفر الدعم اللازم السياسي والمعنوي من جميع دول العالم المعنية بالأزمة السورية للوصول إلى حل سياسي نهائي للأزمة السورية.

 

إقرأ أيضًا: تحديات جديدة تنتظر العهد والحكومة
من ناحية أخرى فإن كل المعطيات الميدانية على الارض تدفع باتجاه المزيد من المصالحات بين جميع الأطراف المحلية في مناطق الاقتتال، كما يجري حالياً في منطقة بردى والقرى المحيطة والقريبة من دمشق العاصمة، وكما جرى في حلب وغيرها وإن نجاح خيار هذه المصالحات سيسهم بدوره في تأكيد الحاجة إلى مؤتمر أستاتة وانه خطوة مهمة وجدية يمكن أن تضع حدا لهذه الحرب.
وإن دخول روسيا على خط المصالحات السياسية سيساهم في إنضاج الحلول السياسية وسيجعل هناك إمكانية فعلية لنجاح الحلول السياسية، ولذلك فإن اللحظة الراهنة في الأزمة السورية تدفع باتجاه القول إن هناك إمكانية فعلية لنجاح الحل السياسي مع إقرار الجميع بصعوية أي حل عسكري.

إقرأ أيضًا: ما هي شروط حزب الله للحوار مع القوات اللبنانية؟
وعلى ما يبدو فإن كل الأطراف الإقليمية والدولية تبدي رغبتها بالحل السياسي وهو الفرصة التي يجب استثمارها بعد كل المؤشرات الإيجابية السياسية والميدانية.
وقد بات من المؤكد أن الشعب السوري بكل مكوناته يرغب في الوصل إلى نجاح الحل السياسي ولذلك سيكون مؤتمر الآستانة هو الضرورة والحاجة والهدف.