مؤتمر الأستانة المزمع عقده خلال أيام في محاولة لإيجاد الحلول اللازمة للأزمة السورية يعتبر خطوة إيجابية في طريق الحل السوري إلا أن غياب المشاركة العربية عن المؤتمر يشجل نقطة ضعف في طريق هذا الحل
 

تمهيد: يُعقد في الآستانة في القريب العاجل مؤتمر حول سوريا بالرعاية الروسية-التركية، والمؤتمر في حال نجاحه أو فشله يتعلق بما يتعدى سوريا إلى مصير المنطقة العربية بأكملها.
أولاً: المنطقة العربية..لا أنظمة ولا زعماء...
لم تعرف المنطقة العربية في تاريخها الحديث والمعاصر تفكُّكاً وضياعاً كالذي تشهده هذه الأيام، فالحرب دائرة في المغرب العربي من ليبيا إلى مصر فاليمن والعراق وسوريا، مع الاضطرابات المعهودة في تونس والخليج العربي ولبنان وفلسطين. الأنظمة تترنح والخراب يعمُّ المنطقة، لا أحزاب ولا منظمات أهلية ولا زعماء ولا إيديولوجيات ،حتى العقيدة الإسلامية التي كانت ملاذ الجماهير المسحوقة، ولُحمتها وسُداها، غدت بين يدي الحركات الأصولية التكفيرية محلّ تساؤلٍ ونقدٍ وتجريح واتهام.

إقرأ أيضًا: المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية اللبنانية سالم زهران
ثانياً: إيران من أمامكم وتركيا من ورائكم...
تدور رُحى الحرب الأهلية في العراق وسوريا واليمن على وقع مصالح الدولتين الإقليميتين إيران وتركيا، والدولتين العظميين روسيا وأميركا، ويقف الغرب الأوروبي موقف العاجز والمتلقي لتبعات الحروب والهجرات المتتابعة، وإذ فشل الثنائي الأميركي الروسي في فرض الحلول السلمية في سوريا، تقدمت روسيا وتركيا لرعاية المؤتمر المزمع عقدُهُ في الآستانة بعد النجاح المحدود لقرار وقف النار المرعي من قبل الدولتين الراعيتين.
ثالثاً: المصالح العربية بلغة تركية.

إقرأ أيضًا: الإرهاب في رعاية الأنظمة، قبل الرعاية الإلهية
في مؤتمر الاستانة الغائب الأكبر هم العرب، والحاضر الأكبر روسيا، التي استطاعت ترسيخ أقدامها في شرق البحر المتوسط تأميناً لمصالحها الجيوسياسية، أمّا تركيا فتبدو مضطرة إلى ترجمة المصالح الاقليمية من العربية إلى التركية، رغم بُعد الشّقة بين اللغتين منذ أن ولّت تركيا وجهها نحو الغرب العلماني، ونبذت وراء ظهرها الحضارة الإسلامية بأبعادها التاريخية والعقيدية والفكرية.