أدرك الحزب أن معاداة المملكة العربية السعودية لم يكن في صالحه وإذا كانت العلاقة المتوترة مع المملكة ضرورة في سياق الحرب السورية فإنها اليوم تعتبر وبعد المستجدات التي أشرنا إليها في سوريا ضرورية بسياقها الآخر نظرا لرمزية المملكة العربية السعودية العربية والاسلامية
 

اليوم مساء سيقوم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بزيارة رسمية الى المملكة العربية السعودية وستقوده لاحقا إلى قطر.
تأتي هذه الزيارة كخطوة أولى في سياق زيارات الرئاسة إلى الخارج وحظيت بإجماع وطني كبير نظرا لما تمثله السعودية خصوصا ودول الخليج عموما من امتداد سياسي واقتصادي للبنان بالرغم من العراقيل التي شهدتها العلاقة بين الطرفين خلال العام الماضي على خلفية مواقف حزب الله من السعودية  ودول الخليج .
وعلى ما يبدو فإن هذه الزيارة حظيت برضى كامل من حزب الله أيضا بالرغم من الخصومة الحالية بين الحزب والمملكة، وبالرغم من مواقف الحزب المتوترة تجاه السعودية ودول الخليج والتي أدت في وقت سابق إلى توتر العلاقة بين لبنان والسعودية .

 

إقرأ أيضًا: حزب الله ماذا بعد انتصار حلب؟
وحزب الله إذ لا يعارض اليوم زيارة عون إلى السعودية بل ويشجع عليها كمدخل جديد للعلاقة بين لبنان والسعودية من جهة وكبادرة حسن نية من الحزب تجاه السعودية من جهة ثانية، ويأتي ذلك بشكل أو بآخر على خلفية المستجدات السياسية في سوريا التي فرضت نفسها بقوة على الحزب الذي بات وبعد هذه المستجدات السياسية والعسكرية بحاجة الى حل الإشكالات الإقليمية التي تسبب بها سابقة وتأتي المملكة العربية السعودية كمدخل إلزامي لحل هذه الإشكالات .
أدرك الحزب أن معاداة المملكة العربية السعودية لم يكن في صالحه وإذا كانت العلاقة المتوترة مع المملكة ضرورة في سياق الحرب السورية فإنها اليوم تعتبر وبعد المستجدات التي أشرنا إليها في سوريا ضرورية بسياقها الآخر نظرا لرمزية المملكة العربية السعودية العربية والاسلامية .
ولذلك فإن الحزب ينظر اليوم الى هدنة إعلامية وسياسية مع المملكة بات بحاجة إليها في الفترة المقبلة، وتعتبر زيارة الرئيس ميشال عون والتعاطي الإيجابي معها من قبل الحزب المدخل الوحيد في الوقت الراهن نظرا لما يمثله الرئيس عون بالنسبة لحزب الله.

إقرأ أيضًا: نصر الله .. على سبيل التناقضات !!
وعلى الصعيد السياسي العام يرى الحزب ان زيارة الرئيس عون إلى السعودية ستعطي دفعا جديدا للرئيس الحريري كرئيس للحكومة و كزعيم سني بعد الإنتكاسة التي مني بها مؤخرا وهو بذلك يضمن استمرار زعامة الرئيس الحريري في مقابل الزعامات الأخرى الأكثر تشددا في الشارع السني .
وقد أدرك حزب الله مؤخرا أهمية العلاقة القويمة والمستقرة بين لبنان والسعودية ودول الخليج سياسيا واقتصاديا، وقد بات الحزب نفسه أيضا وفي الوقت الراهن تحديدا بحاجة إلى الضبط الإيجابي لهذه العلاقة نظرا للتطورات التي تشهدها الساحة السورية خصوصا، وبات الخروج من دائرة الإصطفاف الطائفي والمذهبي التي خلفته هذه الحرب وخلفه العداء للسعودية ضرورة كبيرة جدا ليخرج حزبالله من أزماته السياسية والمذهبية التي خلفها الدخول في الحرب السورية.