بعد الإتفاق الروسي التركي على وقف إطلاق النار في سوريا وانكفاء الدور الإيراني قسرا، شهد الميدان السوري ترتيبات عسكرية جديدة سمحت هذه الترتيبات بأن تتولى روسيا الإشراف الكامل على مفاصل العمليات العسكرية كافة بما فيها عمليات جيش النظام وحلفائه وعلى رأسهم حزب الله .
بعد سقوط حلب استطاع الروسي الإمساك بالأمور العسكرية والميدانية والسياسية كافة، وفرض الروسي على الجميع وقفا لإطلاق النار على وقع التحضيرات التي يقوم بها لإنجاح مؤتمر الإستانة تمهيدا لاجتراج حلول جدية للأزمة السورية واستطاع في هذا السياق ضمان مشاركة واسعة لفصائل المعارضة السورية .
المستجدات العسكرية والسياسية سمحت للروسي الإمساك بقرار المعركة وفرض على النظام حزب الله الإلتزام بوقف إطلاق النار فيما استبعدت إيران بشكل كامل عن مسرح الأحداث .
ومع انكفاء الدور الإيراني والخضوع الكامل للنظام السوري للإرادة الروسية بقيت  مشاركة حزب الله في الحرب السورية رهن التحليلات والتقديرات السياسية وفيما لم يصدر عن حزب الله أي موقف تجاه هذه المتغيرات فإن الثابت حتى اليوم التزام حزب الله بالقرار الروسي وبات الحزب تحت إمرة القيادة الروسية شاء أو أبى.

إقرأ أيضًا: عودة حزب الله جزء من اتفاق السلام الشامل في سوريا !!!
وقد عبّر السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبيكين عن موقف روسيا من بقاء حزب الله في سوريا مشيرا إلى أن روسيا ترفض المطالبة بانسحاب حزب الله من سوريا، وأن روسيا لن تطلب من الحزب الإنسحاب من سوريا خصوصاً أن استمرار محاربة الإرهاب يعني بقاء حزب الله في سوريا، لأنه شريك النظام السوري في هذه الحرب. بالتالي، لا مشكلة لدينا ببقاء حزب الله في سوريا. 
وفي التطورات الميدانية الجديدة وخصوصا في وادي بردى  استطاع الروسي من جديد تكريس الدور العسكري لحزب الله عبر إجراء اتفاقات ميدانية بينه وبين المعارضة السورية على خلفية التجاذبات الأخيرة التي حصلت في المنطقة .
وفي التفاصيل عرضت "لجنة وادي بردى" مبادرة على القيادة الروسية، تقوم بشكل رئيس على "استقلالية عمل المؤسسة العامة لمياه عين الفيجة"، وأن يقوم عناصر منشقون عن النظام، من "الشرطة الحرة"، بالتنسيق مع وزارة الداخلية السورية، على "حفظ أمن المؤسسة وسلامتها"، ويلتزم في المقابل النظام السوري و"حزب الله" بوقف الهجمات الجوية والقصف البري ومحاولات التقدم في منطقة الوادي، وسحب الحواجز القريبة من قرى الوادي. وتتم الإتفاقية برعاية وضمان دولة روسيا الإتحادية.

إقرأ أيضًا: حزب الله ضحية الاتفاق الروسي - التركي.
وتعتبر "المبادرة" المعروضة على موسكو، تطويراً لمبادرة صدرت عن الفعاليات المدنية والمعارضة في منطقة وادي بردى، قبل ثلاثة أيام، والموقعة من قبل "المجلس المحلي" في وادي بردى، و"الهيئة الطبية" و"الهيئة الاغاثية" و"الدفاع المدني" وعدد من المؤسسات الخيرية. وتعهدت تلك المبادرة بـ"تسهيل وصول فريق متخصص من الصليب الأحمر والأمم المتحدة لمعاينة وضع نبع عين الفيجة والتحفظ على مخلفات وبقايا الصواريخ والأسلحة التي تم استهداف النبع بها لتسليمها لاحقا إلى لجنة تحقيق دولية مستقلة". وأبدت المبادرة استعداد تلك الهيئات لمرافقة ومساعدة ورشات اصلاح وصيانة النبع الذي يغذي مدينة دمشق بمياه الشرب، على أن يتزامن ذلك مع "وقف اطلاق النار والأعمال العسكرية الهجومية التي تقوم بها القوات الحكومية السورية بمساندة قوات حزب الله". 
ومن هنا يبدو أن موسكو تدرك أهمية "حزب الله" ، وتدرك الحاجة الميدانية له، لذا فهي تحاول تمرير الوقت وتجنب انفجار الخلاف مع ايران، وتأجيل التباينات حالياً. فالهدف الآن هو جرّ المعارضة إلى مؤتمر الأستانة، وفرض تصور موسكو للحل السياسي على المعارضة، قبل تسلم الرئيس المنتخب دونالد ترامب مهامه رسمياً في 20 كانون الثاني/يناير، وبالتالي فإن حزب الله في سوريا بات تحت إمرة القيادة الروسية وهو أمر بحاجة إلى موقف واضح من حزب الله كذلك هو أمر بالغ الحساسية ويحتاج الى دراسة تتعلق بموقف حزب الله وسياسته الجديدة في سوريا.