في توقيت يحمل الكثير من الدلالات، إهتزت العاصمة التركية على وقع عمل إرهابي أودى بحياة عشرات الشهداء، ومن المفاجئ هنا أن عدد الضحايا العرب بين الضحايا كان الأكثرفي تلك المجزرة، فمن لبنان هذا البلد الصغير وحده سقط ثلاثة قتلى و 4 جرحى، وهم مسلمون ومسيحيون ما يعني أن هناك رسالة محددة.
هذه الحادثة تركت العديد من علامات الإستفهام حول التقصير الأمني لدى السلطات التركية في حماية ملهىً ليلي يفترض أنه الأشهر في أوروبا، يضمّ حوالي 600 شخص ( مكان بهذا الحجم أفردت له السلطات شرطياً واحداً!)، وليلة رأس السنة التي يفترض أن تكون قوات الأمن التركية تحسّبت لها جيدًا، وخصوصًا وأن معلومات وردت إلى إسطنبول عن إمكان أن تشهد عملًا إرهابيًا، ناهيك بالأعمال السابقة في أحياء تركيا عمومًا.

إقرأ أيضًا: الدولة تبرز تماسكها في مواجهة المأساة ...عون ووفد وزاري الاثنين الى الرياض


هذه الحادثة تقع ضمن سلسلة أعمال تفجيرية تتعرّض لها تركيا مؤخرًا، حيث أن هذه العمليات تحمل الطابع السياسي الفاقع في ظل التبدلات الطارئة على السياسة الخارجية التركية، وبالأخص إتجاه الأزمة السورية، والإتفاق الروسي - التركي على وقف إطلاق النار الذي قيل أن المستهدف الأبرز منه هو الجماعات التكفيرية في سوريا، وقد تبنى فعلًا أحدها، وهو تنظيم الدولة الاسلامية، المسؤولية عن هجوم إسطنبول.

إقرأ أيضًا: الشارع اللبناني منقسم حول تسمية من سقط في إسطنبول... هل هم شهداء أو ضحايا؟
فـ لو قتل مثلًا 39 شخصًا في باريس، بروكسيل أو برلين خلال رأس السنة، لم تكن لتهدأ الصحف الغربية عبر تصدّر العناوين لما حدث، ولكن ما حصل في تركيا هذا البلد المسلم، جعل المؤسسات الإعلامية إلى المرور على خبر إسطنبول بشكل سريع.
فهل سوف يكون الحلّ السياسي في سوريا، والذي إنضمت تركيا الى وضع أسسه، وراء إستعار الإرهاب فيها، فلننتظر ونرى..