تناولت صحيفة "لو موند" الفرنسية أزمة الصحافة اللبنانية وتحديداً قرار الصحافي الكبير طلال سلمان أن يكون عدد صحيفة "السفير" الذي صدر يوم السبت الفائت الموافق 31 كانون الأول الأخير.


في تقريرها الذي حمل عنوان "صحيفة "السفير" اللبنانية العريقة تؤدي التحية الأخيرة"، قالت "لو موند" إنّ الصحيفة اللبنانية العريقة، التي كانت توزع في العالم العربي، أصدرت يوم السبت الفائت، عددها الأخير، بعد مرور 42 عاماً على إطلاقها، متحدّثة عن الأزمة المالية غير المسبوقة التي تعانيها المؤسسات الإعلامية في لبنان.

"لو موند" تطرّقت إلى المقال الافتتاحي الذي كتبه إيلي الفرزلي في العدد الأخير والذي حمل عنوان "الوطن بلا السفير"، لافتةً إلى أنّ الصحيفة العريقة، التي بدأت بالصدور قبل سنة من اندلاع الحرب الأهلية، معروفة بمواقفها العروبية وشديدة الانتقاد لسياسة الولايات المتحدة الأميركية في العالم العربي وبدعمها لـ"حزب الله" والنظام السوري.

وفيما نقلت الصحيفة عن سلمان تأكيده أنّ الصحيفة تعاني صعوبات مادية، أوضحت أنّ باكورة صحافيها ضمّت أكبر المفكرين العرب، من بينهم الشاعران السوري أدونيس والفلسطيني محمود درويش، وأنّ "السفير" وعدت موظفيها بدفع تويضعاتهم بحدود منتصف الشهر الجاري.

إلى ذلك، قالت "لو موند" إنّ الصحف اللبنانية التي كانت فخر الصحافة العربية تعاني بسبب ضعف التمويل الذي اعتادت الأنظمة العربية تقديمه له، مشيرةً إلى أنّ الأخيرة سقطت أو تترنّح بعد "الربيع العربي".

"النهار" تعاني أيضاً


"لو موند" تحدّث عن الصعوبات المالية التي تواجهها "النهار"، الصحيفة التي بدأت تصدر منذ العام 1933، إذ أكّدت أنّ ما يقارب الـ40 موظفاً فيها تلقوا رسالة إدارية تطلب منهم عدم القدوم إلى المؤسسة ابتداءً من الشهر الحالي لحين حلّ الأزمة الاقتصادية، ولكن من دون يكون ذلك بمثابة صرف لهم، علماً أنّ هؤلاء لا يتقاضون رواتبهم منذ 15 شهراً تقريباً.

"لو موند" ختمت تقريرها ناقلةً عن نقابة محرري الصحافة قولها إنّ الصحافة تعاني أزمة وطنية كبرى ينبغي للدولة اللبنانية التصدي لها، باعتبار أنّ الصحافة اللبنانية تمثل ذاكرة لبنان الوطنية والثقافية والاجتماعية، عدا عن أنها تهدد آلاف العائلات اللبنانية بالتشرد.

( "لبنان 24" - Le monde)