كتبت في جريدة السفير في 2001. كان عمري 17. كان حلما أن أكتب في الجريدة التي بدأت قراءتها منذ فتحت عينيّ على قراءة غير كتب المدرسة. كان حسان الزين في صفحة "صوت وصورة" و عباس بيضون في الصفحة الثقافية. وكان صعباً أن ينشر لمن هم أقلّ سنّاً. ولاحقا سمح لي الرقيق  زياد ماجد أن أكتب في صفحة القضايا. وعلى مضض استقبلتني صفحة "شباب". كانت في حينها عصبوية وشللية... في 14 آذار مالت السفير مع الميل العام قبل أن يلجمها طلال سلمان. لكنها بقيت الجريدة التي يتفيّأ ظلالها اليساريون والمستقلون. كان قلم ساطع نور الدين  عزوتنا قبل أن يغادر. ضاقت لاحقا على وسام سعادة وعلينا. لكن ما انقطعت عن قراءتها. حين دخل والدي محمود بركات عالم الإنترنت صار يقرأها إلكترونيا فغابت عن المنزل. بغيابها اليوم يغيب الخبر الرصين، وإن كان منحازا، المقالات الجادة، وإن قاسية. بقيت جريدة تحمل قضية، بلا سموم (كثيرة). بغيابها اليوم يغيب جزء من ذاكرة جيلنا. بلا رثاء ونحيب، لكن بيروت ستصير أقل رحابة بلا السفير. هي جريدة حقيقية، الأكثر مهنية، لم تجرفها حمّى اللايكات، أو ربما... "جرفتها".