​التسوية السياسية التي شهدها لبنان منذ التوافق على العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، ما زالت مفاعيلها قائمة وقد انسحبت على التشكيلة الحكومية وإعداد البيان الوزاري في فترة زمنية غير مسبوقة، حيث اعتاد اللبنانيون سابقا على أن تأخذ التشكيلة الحكومية والبيان الوزاري فترات زمنية طويلة بالنظر الى الخلافات والتناقضات القائمة على الساحة اللبنانية .
إلا أن ما حصل مؤخرا يوحي باستمرار مفاعيل هذه التسوية وانسحابها على كامل المؤسسات الرسمية بل والأحزاب السياسية أيضا.

إقرأ أيضًا: حكومة الضرورة في لحظة إقليمية حرجة
أهم مفاعيل هذه التسوية بين الأحزاب التقارب الذي حصل بين حزب الله وحزب القوات اللبنانية، هذا التقارب الذي بدأ منذ إعتراف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بوجود حزب القوات اللبنانية كقوة لبنانية لها حضورها الشعبي والسياسي، الأمر الذي تلقته قيادة القوات بانفتاح وإيجابية أدت إلى التواصل السياسي بين الحزبين أو على الأقل أدت إلى استعداد الطرفين للجلوس إلى طاولة حوار قد تؤدي إلى تجاوز حقبة الخلافات التاريخية السياسية بين الطرفين .

إقرأ أيضًا: قراءة في خطاب السيد حسن نصرالله

هذا التقارب انسحب خلال اليومين الماضيين على وزيرالإعلام الجديد ملحم رياشي الذي لفته عدم نقل الخطاب الاخير لنصر الله على التلفزيون الرسمي تلفزيون لبنان فبادر فورا لدى إدارة التلفزيون لطلب نقل خطاب نصر الله في لقاء الهيئات التربوية.
واعتبر هذا القرار من وزير الإعلام كبادرة حسن نية إضافية من القوات اللبنانية تجاه حزب الله وهي ستؤسس إلى مزيد من التقارب بين الحزبين .
وبهذا الصدد علم أن الوزير رياشي طلب من ادارة تلفزيون لبنان نقل خطابات السياسيين من اللصف الأول بهدف  تفعيل العمل في التلفزيون ونشيط مجال متابعته لدى اللبنانيين .