أصدرت كل من روسيا وإيران وتركيا، بيانا مشتركا أطلقوا عليه "إعلان موسكو"، وذلك بعد اجتماع لمناقشة الوضع في سوريا والخطوات القادمة لوقف الأزمة السورية وإحياء العملية السياسية.
ونقلت وكالة أنباء سبوتنيك الروسية الحكومية على لسان لافروف، وزير الخارجية الروسي،  قوله: "بيان روسيا وإيران وتركيا يؤكد سيادة ووحدة أراضي سوريا كدولة ديمقراطية وعلمانية،" مشيرا إلى أن "روسيا وتركيا وإيران ترحب بالجهود المشتركة في شرق حلب التي تسمح بإجلاء المدنيين والمسلحين."
وتابع لافروف قائلا: "روسيا وإيران وتركيا مستعدون لوضع اتفاق بين السلطات السورية والمعارضة ومستعدون ليكونوا جهة ضامنة. كما أكدوا العزم على محاربة داعش والنصرة بشكل مشترك وعزل المعارضة عن الإرهابيين في سوريا، واتفقوا على استمرار التعاون حول سوريا والإجراءات التي تساعد على تخطي الركود في التسوية ودفع العملية الإنسانية."
ولفت الوزير الروسي، قائلا: نعتبر الإطار الثلاثي، روسيا وتركيا وإيران، الأكثر فاعلية بشأن سوريا.. المجموعة الدولية لدعم سوريا لم تتمكن من أن تلعب دورها في تنفيذ القرارات المتخذة بشأن سوريا، موسكو وواشنطن حققتا نتائج بشأن سوريا في سبتمبر/ أيلول لكن واشنطن لم تتمكن من تأكيد مشاركتها في الأعمال المشتركة.
وقال وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويجو، أمس خلال اجتماعات مع نظيريه الإيراني والتركي، في موسكو، إن «إعلان موسكو» يهدف إلى تحقيق وقف لإطلاق النار في سوريا، وأن كل المحاولات السابقة لـ أمريكا وشركائها في سبيل الاتفاق على تصرفات منسقة منيت بالفشل؛ معللا بأن تلك القوى لم يكن لها أي نفوذ حقيقي على الوضع في حلب.
وأضاف وزير الدفاع الروسي، في المؤتمر الصحفي الذي عقد على مستوى المسئولين الثلاثة: إن الموافقة على الإعلان على مستوى وزراء الدفاع والخارجية تشير إلى استعدادنا لضمان والإجابة أسئلة ملموسة تتعلق بالأزمة في سوريا.
وتابع وزير الدفاع الروسي، إن الدول الثلاث تدعم وحدة الأراضي السورية.
من جانبه أكد الكاتب الصحفي السوري أحمد كامل أن المعارضة السورية تنظر لإعلان موسكو بقلق شديد ولا يعقل أن تسلم أمرها إلى ثلاثة أطراف، اثنان منها غارقان في الدم السوري، فإيران أغرقت سوريا بإرسال إرهابيين لا حصر لهم ولا عدد، وروسيا لديها عناد شديد تجاه كل مساعي الشعب السوري للتحرر وتصر على كل ما رفضه الشعب السوري.
وأضاف أن مصير سوريا سيقرره الشعب السوري وسوف نقاوم أي محاولة لإبعاد الشعب السوري والدول العربية الصديقة للثورة السورية والأمم المتحدة عن  أي تصور للحل.
وتوقع كامل ألا يملك هذا الاتفاق أي فرصة للنجاح لأنه يتجاهل لبّ القضية، وهي أن الشعب السوري ثار من أجل الحرية والروس، والإيرانيون لا يريدون الحرية للشعب وأثبتوا في معركة حلب وحشية وحقدا على أغلبية الشعب السوري.
في المقابل قال الخبير السياسي من مركز دراسة الإستراتيجيات والتقنيات أندريه فرولوف إنه "وفقا للتصريحات الرسمية لوزارة الخارجية الروسية، فقد اتفقت الدول الثلاث على كتابة وثيقة أو خريطة طريقة من أجل التوصل لحل سلمي للأزمة السورية".
ووصف فرولوف إعلان موسكو بالخطوة الرائعة، لكنه أقر بأنه مجرد بداية ويجب انتظار نتائج الوثيقة التي يقوم على كتابتها خبراء من روسيا وتركيا وإيران ويتوقع أن تصدر خلال يوم أو يومين، نافيا بشدة أن تكون روسيا تسعى لفرض حل للأزمة السورية بعيدا عن الإرادة الدولية ورغما عن إرادة الشعب السوري.