عندما كشفَت المسؤولة عن مكتب شؤون المرأة المركزي في حركة «أمل» الدكتورة رباب عون لـ«الجمهورية» منذ أيام أنّ عدد المنتسبات إلى الحركة قارَب الـ 50 في المئة من عدد المنتسبين الإجمالي، كشفَت أيضاً أنّ هذا الأمر يعني اقترابَ وصولهنّ إلى مراكز القرار، علماً أنّ الهيئة التنفيذية تضمّ أربعَ نساء.
 

بعد وصول 36 سيّدة الى المجالس البلدية، وعَد رئيس حركة «أمل» نبيه بري بإنصاف المرأة، وها هو يُفاجئ بقيّة الأحزاب والمجتمعَ المدني باختيار سيّدة شيعية هي الوزيرة الوحيدة في الحكومة الثلاثينية، فيما لم تتجرّأ أحزاب أخرى على هذه الخطوة.

تقول الدكتورة عناية عز الدين لـ«الجمهورية» إنّ تعيينها وزيرةً في حكومة العهد الجديد «يُعتبَر خطوةً اولى مهمّة، وتحدّياً كبيراً لمعارضي الفكرة»، متمنّيةً «أن ينضمّ الكثيرون الى هذه الحلقة لأنها بداية الطريق».

وتشير إلى أنّ «الرئيس نبيه بري أثبَت أنه من أكثر الداعمين لتبَوُّءِ المرأة مركزَها الفعلي في الشأن العام فِعلاً وليس قولاً، وهو كان المشجّعَ الكبير للمرأة في القطاع النسائي في حركة «أمل» وأوصى بضرورة إيصالها الى المراكز التي تليق بقدراتها».

من جهة أخرى، تَعترف عز الدين بأنّ «الأمر يحتاج الى وقت ومثابَرة وتربية معيّنة ليقتنعَ المجتمع ويستوعب الأمر»، آملةً «أن تتبلورَ هذه الخطوة أكثر وتأخذَ مداها، إنْ في المجلس النيابي لاحقاً أو حتى في مراكز القرار المهمّة الأخرى أو في الإدارات العامة».

وتكشف عز الدين أنّها كانت على عِلم مسبَق باحتمال تعيينِها وزيرةً في هذه الحكومة، منذ فترة قصيرة، لكنّها فوجئت بالسرعة التي تمّ فيها توزيعُ الحقائب وتأليف الحكومة، لافتةً إلى أنّ الانطباع الذي تكوّنَ لديها في الأيام القليلة الماضية كان يوحي بتأخير ولادة الحكومة الى ما بعد الأعياد، وكان الجوّ تشاؤمياً، لتُفاجأ عندما سمعَت الخبر مساء الأحد عبر التلفاز، خصوصاً حين توجّه الرئيسان بري وسعد الحريري الى القصر الجمهوري، عن الحقيبة التي توَلّتها، وهي حقيبة التنمية الإدارية التي كانت في عهدةِ الوزير نبيل دو فريج، تؤكّد عز الدين أنها «حقيبة مهمّة لأنّها على تماس مع كلّ الإدارات العامة والوزارات»، متمنّيةً «تطوير العمل الذي كان قائماً، وتفعيلَه ببصمةٍ نسائية». لكن بالنسبة إليها من الصعب التكلّم اليومَ عن عملها في انتظار خبايا الوزارة.

من خلال «الجمهورية»، باركَت الوزيرة الجديدة لجميع النساء، متمنّيةً أن تُرخيَ هذه الحكومة بظلالها على الأعياد المقبلة، فتنشرَ الاسترخاءَ والتفاؤل النفسي والاقتصادي والسياسي والاجتماعي على جميع اللبنانيين، لأنّهم متعبون، وأن تعملَ حكومة الوحدة الوطنية بروحية الوحدة لأنّ «لبنان يضمّ طاقات كثيرة تحتاج الى التشجيع وفتحِ ابوابِ الأمل لها للبقاء في البلد».

أمّا في ما يخصّ عملَها المستقبلي، فتُشدّد على أنها «تأمل التعاونَ مع القطاعات النسائية كافّة، وتَشكرها على جهدها، بالإضافة الى ناشطي المجتمع المدني الذين لم يَتعبوا في مسيرتهم من أجل إنصاف المرأة، وكان لهم دور فعّال ساهمَ في إيصالها كسيّدة الى مركز القرار، بالإضافة الى قناعات الرئيس برّي التي شكّلت عاملاً إضافياً لتبدأ المرأة بالمشاركة في القطاع العام، وهو يَعد دائماً ويَفي بوعوده، وقد أثبتَ للسيّدات في لبنان أنه تقدّمَ خطوة في اتجاههنّ واستجاب لدعواتهن ووفى».

وبعدما أكّد الحريري في خطابه الأول بعد تسميته رسميّاً رئيساً للحكومة، عزمَه على تثبيتِ الكوتا النسائية في القانون الانتخابي المرتقَب، تَعتبر عز الدين أنّه «لم يعُد هناك مهربٌ مِن الكوتا النسائية المحِقّة، بعدما أثبَتت المرأة جدارتَها في كلّ القطاعات».

وتختمُ حديثَها بالقول: «كسَرنا السقف، ونتمنّى من الآخرين فعلَ الأمر نفسِه. كما نتمنّى أن نُحدث فرقاً... وسنفعل».