تتجه الأمور في لبنان إلى القبول باعتماد الصيغة الثلاثينية في تشكيل الحكومة، بالنظر إلى حجم الضغوط التي يمارسها كل من حزب الله وحركة أمل.

وتلقى هذه الصيغة تحفظات كبيرة خاصة من قبل تيار المستقبل والقوات اللبنانية وحتى التيار الوطني الحر لأسباب عدة، بيد أن حزب الله خاصة يصر على السير بها خاصة بعد سيطرة النظام السوري على حلب ويريد الحزب أن يستثمر هذا الأمر بالداخل اللبناني.

ومعلوم أن هذه الصيغة تمكن حزب الله من امتلاك الثلث المعطل أو الضامن، والذي سبق أن اكتوى به الحريري في حكومته السابقة (2009).

وقد تحدث رئيس الحكومة المكلف منذ فترة أن عهد الثلث المعطل الذي جاء نتيجة لمخرجات مؤتمر الدوحة 2008 قد ولى، بيد أن الوضع الداخلي والإقليمي يفرض حسابات أخرى.

وفي حال استمر تعنت حزب الله، فإن لا خيارات كبيرة أمام المتحفظين على الصيغة المقترحة، لعلمهم بأن الحزب ورئيس مجلس النواب نبيه بري قادران على مد عملية التأليف إلى ما لا نهاية.

وقال عضو تكتّل “التغيير والإصلاح” النائب وليد خوري إن “بورصة التأليف رست على الحكومة الثلاثينية، على الرغم من أن رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف كانا يرغبان بحكومة من 24 وزيرا”.

وأوضح، الجمعة، أن “توزيع الحقائب بعد التوسيع سينعكس على ولادة الحكومة”، إلا أنه استدرك قائلا “لا أشعر أن هذا الأمر سيشكّل عقبة أساسية تحول دون تظهير الحكومة”، مرجحا “أن تبصر الحكومة النور قبل عيد الميلاد”.

ويعيد توسيع دائرة المشاركين في الحكومة خلط الأوراق مجددا على مستوى توزيع الحقائب وتمثيل الأحزاب والقوى السياسية، حيث من المؤكد أن حصتي الثنائية المسيحية (القوات والتيار) ستتآكلان، باعتبار أن قوى مسيحية أخرى ستنضاف إلى قائمة التوزير على غرار النائب طلال أرسلان وحزب الكتائب والحزب القومي الاجتماعي.

ومعلوم أن أحد أهداف حزب الله من الصيغة الثلاثينية هو تحجيم تمثيل الثنائية المسيحية.

وأكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع “لن نخرب الأرض إذا كانت الحكومة مؤلفة من 30 أو 24 وزيرا فهي ليست مجلسا تمثيليا بل هي الجسم التنفيذي في البلد”.


العرب