غدًا سوف يقفل معرض بيروت العربي الدولي للكتاب أبوابه، بعدما شرعها في يوم الأول من الشهر الجاري في ظل مشاركة 250 دار نشر لبنانية وعربية، وسط أزمة إقتصادية وسياسية يشهدها لبنان، جعلت شراء الكتب ترفًا ليس بمتناول الكثيرين من سكانه.
ولعل عزوف اللبنانيين والعرب عموماً عن شراء الكتب، وبالتالي عن القراءة، مسألة قديمة- جديدة، تُثار مع كل معرض كتاب في لبنان أو في أي دولة عربية شقيقة، في ظلّ قلة المبادرات الأهلية والرسمية الرامية إلى حل هذه المعضلة. 
حيث يتأخر الكتاب أكثر فأكثر عن اللحاق بإيقاع الحياة المتسارع في عصر المعلومات الرقمية، واللافت أيضًا هو غياب أصحاب الإختصاص من أساتذة جامعيين وباحثين عن دور النشر لمتابعة الإصدارات الجديدة، إضافةً إلى غياب أصحاب الإختصاص الواحد عن إقتناء كتب نظرائهم لا نعلم إذا كان الهدف منه (رد الجميل) على توقيع سابق أو تسليف موقف لتوقيع لاحق. 
من ما يمكن رصده أيضًا في أروقة المعرض أن الشعراء الشباب والروائيين متروكون لقدرهم، فنادرة هي القامات الأدبية التي تتعامل مع الجيل الجديد من منطلق الأبوة بعيدًا عن نظرة الريبة، ولولا وجود مواقع التواصل الإجتماعي التي تتيح لعدد من المهتمين غزو تواقيع الشباب متسلحين بهواتفهم لإلتقاط الصور لَشَعر الكثير منهم أنه ضمن منطقة حظر تجوال أو في مراسم عزاء.
للأسف أضحى واقع الكتاب والقراءة والثقافة في لبنان والعالم العربي، مسألة علاقات عامة، نشتري الكتاب كي نأخذ صورة مع المؤلف إذا كان شهيرًا ننشرها في وسائل التواصل الإجتماعي، أو لنشجع أو نجامل زميلًا أو قريبًا أو صديقًا في حفل توقيع كتابه.
لكن ذلك ليس سيئًا من كل جوانبه، فتشجيع الزملاء والكتاب أمر ضروري ومطلوب، والعلاقات العامة جزء من بناء السيرة الذاتية وتأمين الوظيفة أو الخدمة لاحقًا.
ويعزو المراقبون ضعف صناعة الكتاب في لبنان ومعظم العالم العربي إلى الحالة الإقتصادية التي تمر بها هذه الدول، من بطالة وركود إقتصادي من جهة، ونتيجة الحروب في بعضها والأزمات السياسية والأمنية والإقتصادية والتفجيرات الإرهابية في بعضها الآخر من جهة أخرى.
كما لعب إهتمام الجيل الجديد بالمعرفة عبر البحث على الإنترنت، غوغل تحديدًا، أو عبر "بوستات" وسائل التواصل الإجتماعي، بالعزوف عن الكتب والصحف الورقية..

إقرأ أيضًا: افتتاح معرض بيروت العربي الدولي للكتاب الـ 60