قال رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علي لاريجاني: اليوم وبعد أن انتهت الخلافات في لبنان إلى نهايات سعيدة ينبغي أن يعرف جميع الدول وخاصة المملكة السعودية بأن إيران ليست عدوًّا لها ولا تعارض أي دور إيجابي تقوم به السعودية في المنطقة.
 

قال رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علي لاريجاني: اليوم وبعد أن انتهت الخلافات في لبنان إلى نهايات سعيدة ينبغي أن يعرف جميع الدول وخاصة المملكة السعودية بأن إيران ليست عدوًّا لها ولا تعارض أي دور إيجابي تقوم به السعودية في المنطقة. وذلك خلال كلمة ألقاها لاريجاني أمام مؤتمر الأمن في غرب آسيا الذي بدأ أعماله صباح اليوم في العاصمة الإيرانية طهران.
وأكد لاريجاني على أن إيران تدعو إلى تسوية الأزمات التي تعيشها المنطقة عبر الأساليب السياسية السلمية.
وأشار لاريجاتي إلى أن منطقة غرب آسيا قد ابتليت بفوضى عارمة حاليًا وأن معاهدة سايكس بيكو منذ مائة عام لم توفر الأمن المستدام للمنطقة وقد فرضت على المنطقة حروبا مزيفة وزرع الكيان الصهيوني والحروب بالوكالة.
ووجه لاريجاني رسالة واضحة إلى دول الخليج العربية التي اجتمعت في الأسبوع الماضي حول الرئيسة البريطانية في البحرين لبحث أساليب مواجهة دور إيران الإقليمي المتنامي بالقول: إن القوى العظمى لن تقدر على توفير الأمن في منطقة غرب آسيا معتبرًا جميع ما تقوم به تلك الدول لا يتجاوز ضجيجا إعلاميا. وأضاف لاريجاني بأنّ استراتيجية إيران تقوم على وحدة الدول الإسلامية ومحاربة الكيان الصهيوني وأنّ جميع ما يروّج له الإعلام الغربي حول محاولة إيران استعادة إمبراطوريتها القديمة مجرد سوء فهم وهدفه تضليل شعوب المنطقة وتحسين صورة الكيان الصهيوني لهم مؤكدا على أن إيران لا تطالب بالإمبراطورية.
جاءت تصريحات رئيس البرلمان الإيراني بعد التعاون الذي قام به وزيرا النفط السعودي والإيراني خلال الاجتماع الأخير لدول المصدرة للنفط حول خفض إنتاج النفط. وترك التراجع السعودي عن شروطها المسبقة لخفض إنتاجها الخام التي كانت قاسية ومجحفة تجاه إيران وقبول السعودية بإعفاء إيران عن خفض مستوى إنتاجه من الخام ترك تأثيرات إيجابية لدى الطرف الإيراني. ولكن تصريحات الرئيسة البريطانية المثيرة للفتنة المذكورة أثارت غضب الإيرانيين وأعادت الصورة النمطية التي طورها العقل الإيراني عن بريطانيا الإستعمارية التي نسبت إليها تاريخيا استراتيجية فرّق تسد.
إن إيران عبر كلمة رئيس البرلمان على لاريجاني ترسل رسالة واضحة إلى جيرانها وخاصة المملكة السعودية بأن الرهان على الأجانب الذين يستغلون كل شيء من أجل إثارة الفتنة بين الدول الإسلامية وحتى بين الدول العربية إنما هو رهان خاسر وأن أمن المنطقة لن يضمنه إلا تعاون دول تلك المنطقة.
ومتزامنًا مع تصريحات علي لاريجاني نشر موقع الرئيس الأسبق الإيراني هاشمي رفسنجاني كلمة له اتهم فيها الأخير حكومة الرئيس السابق أحمدي نجاد بتوتير العلاقة مع السعودية.
ويبدو أن صوت المعتدلين في إيران بدأ يغلب على صوت المتشددين خاصة بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية.
بل يمكن القول بأن القلق الذي تعيشها كل من إيران والسعودية دفعهما إلى تخفيف حدة المواقف تجاه بعضهما البعض وربما سيدفعهما إلى مزيد من رفع الخلافات وتحسين العلاقات.