تعاني الأحياء المحاصرة في مدينة حلب من أزمة إنسانية واجتماعية كارثيّة إثر الحصار الذي تفرضه قوات النظام والمليشيات الموالية لها على الأحياء الشرقية في المدينة منذ أكثر من 3 أشهر
 

 يضاف إلى ذلك الحملة الشرسة التي شنّتها قوات النظام والمليشيات الطائفية على الأحياء الشرقية في المدينة والتي تسببت بتهجير مئات العوائل من منازلهم، فمنهم من اختار اللجوء إلى المناطق الخاضعة لسيطرة قوات النظام وأغلبهم اختار البقاء ضمن الأحياء المحاصرة من خلال النزوح إلى القسم الغربي من الأحياء الشرقية.

بعد مرور أكثر من 100 يوم وإثر التصعيد العسكري من قوات النظام على حلب المحاصرة، بات تأمين المياه الصالحة للشرب حلماً لسكان الأحياء الشرقية، قوات النظام بعد سيطرتها على محطتي مياه الصاخور وباب النيرب تعمدت قطع المياه عن الأحياء الخاضعة لسيطرة الثوار، يزيد من المعاناة انقطاع الكهرباء بشكل كامل عن الأحياء المحاصرة وانعدام المحروقات فيها الأمر الذي تسبب بتعطيل المولدات الكهربائية التي طالما اعتمد عليها المدنيون في ضخ مياه الشرب من الأبار رغم أنها غير صالحة.
 

أما الطاقة الكهربائية فهي منقطعة بشكل تام عن الأحياء المحاصرة، لاسيما بعد سيطرة قوات النظام على معظم محولات الكهرباء وتدميرها الباقي بفعل الضربات الجويّة، وكذلك توقف المولدات الكهربائية عن العمل والتي كانت تولد الطاقة الكهربائية للأحياء الخاضعة لسيطرة الثوار بعدد لا بأس به من الساعات بشكل يومي وذلك بعد انقطاع مادة " الديزل" بفعل الحصار.
 
الحالة الطبيّة في المدينة تشهد أسوأ مرحلة في أربع سنوات، المشافي التي كان يعتمد عليها الكوادر الطبيّة كلها أصبحت مدمرة أو خاضعة لسيطرة قوات النظام، لاسيما بعد تقدم الأخير في حي الشعار الذي يحوي لوحده 4 مشافي، وكذلك حي الصاخور، أما مشفى القدس وعمر بن عبد العزيز ومشفى الزرزور فجميعهم خارج الخدمة نتيجة القصف الجوي الذي استهدف هذه المشافي في وقت سابق، ويتم مداواة الجرحى في منازل تم استخدامها كنقاط طبيّة، حيث تتواجد في هذه النقاط مواد لتلقي الاسعافات الأولية فقط، أما العمليات الجراحية يتعذر إجرائها في حلب المحاصرة.

 
كما تشهد الأحياء المحاصرة شلل تام في الوصول إلى الحالات التي تطلب الإسعاف السريع، قوات النظام ماتزال تستهدف الأحياء الخاضعة لسيطرة الثوار بقذائف المدفعية والقذائف الصاروخية، والطيران الحربي والمروحي لايزال ينفذ غارات عدّة على تلك الأحياء، يومياً يسقط عشرات الشهداء ومثلهم من الجرحى، يتعذر على الفرق الإسعافية وفريق الدفاع المدني الوصول إلى الأماكن المستهدفة بسبب انعدام المواصلات وبسبب تعطيل أغلب الاليات التي كانت تستخدمها الفرق الطبيّة والإسعافية، يضاف إلى ذلك فراغ مخزون الديزل الاحتياطي الذي كان متوفراً لدى الدفاع المدني ومنظومة الإسعاف، فالجريح في حلب المحاصرة بحكم الميت نظراً للظروف التي تمر بها الأحياء الشرقية.
 
 
يشار إلى أنّ قوات النظام والمليشيات الموالية لها تفرض حصاراً على الأحياء الشرقية في مدينة حلب منذ أكثر من 100 يوم وسط فشل المساعي الدولية لكسر جزئي للحصار من خلال إدخال المواد الطبيّة والإسعافية ومواد غذائية للمدنيين في حلب الشرقية، حيث عطلت الصين وروسيا جميع المساعي الدولية بهذا الشأن، في حين أن مصير أكثر من 200 ألف نسمة داخل حلب المحاصرة بات في حكم المجهول.