عودة العلاقة بين الرئيس سعد الحريري والوزير المستقيل أشرف ريفي صعبة لكنها ليست مستحيلة، وضخت وسائل الاعلام معطيات عن محاولات ومبادرات لـ"صلحة" بين الطرفين بوساطة سعودية، إلا أن مصادر مطلعة على هذه العلاقة نفت كل ما يشاع من معطيات، قائلة: "لا شيء جدياً، ولا مبادرات، الأوضاع ما زالت على حالها".

المبادرة الجدية الأخيرة كانت من السفير السعودي السابق علي عوض عسيري، الذي تدخل لثني ريفي عن الاستقالة من حكومة الرئيس تمام سلام، لكن الأخير أكمل بقراره، واستتبعت المبادرة بمحاولة لجمع ريفي والحريري لكنها لم تنجح، أما اليوم فالأمور على حالها، ووفق المصادر أن "الموفد السعودي وزير الدولة السعودي للشؤون الخليجية ثامر السبهان لم يتطرق إلى هذا الموضوع مع ريفي، بل اقتصر النقاش حينها عن العهد الجديد، واوضاع المنطقة والرئيس ميشال عون والموقف السعودي من قضايا عدة". وترددت معطيات في ما بعد عن رسالة سعودية تدعو ريفي إلى وقف الهجوم على الحريري والعهد الجديد، خصوصا بعدما تأزمت العلاقة أكثر باعلان متسرع من ريفي اعلن فيه "انتهاء الحريرية".

الكيمياء بين الحريري وريفي باتت معدومة وانتقلت من خلاف سياسي إلى حساسيات شخصية، لا يمكن مداواة جروحها بسهولة، وبدأت تطفو على الرأي العام منذ استقالة ريفي من الحكومة والاختلاف مع الحريري على طريقة التعاطي مع ملف الوزير الاسبق ميشال سماحة، فالاول أراد التصعيد فيما الثاني يريد النتيجة نفسها لكن من دون تفجير الحكومة، وأيضاً الخلاف على ترشيح النائب سليمان فرنجية والرئيس ميشال عون، واستكملت بالانتخابات البلدية التي رسّخت الخلاف بمعركة بين الطرفين، وما تبعها من تصريحات خصوصاً التي صدرت عن ريفي واعلن فيها انتهاء الحريري، والتي أدت برأي المراقبين إلى تراجع شعبية ريفي واتهامه بمحاولة النجاح على حساب الحريري بدلأ من اقتصار الهجوم على المحور الايراني - السوري.
ويخوض ريفي اليوم معركة بوجه العهد الجديد ضمن صفوف المعارضة، فهو رفض خيار التسوية التي أفضت إلى وصول عون إلى سدة الرئاسة، وكان خطابه تصاعدياً واعتبر أن الأخير "ينتمي إلى المحور الايراني - السوري"، في وقت استطاع فيه الحريري أن يخرق جدار الأزمة وينشغل حاليا بتشكيل حكومة العهد الجديد. وبالتالي وفق المعطيات فإن كل ما قيل عن مبادرات غير جدية والعلاقة لا تزال على حالها، لكن في الوقت نفسه هناك فئة، خصوصا ضمن الشارع السني لا ترغب في ابقاء الوضع على حاله.
ووفق ما علمت "النهار"، فإن قطر تستعد للدخول في وساطة بين الطرفين قريباً، وأن وسيطاً قطرياً رفيع المستوى ومع المحامي نبيل الحلبي سيزوران الطرفين لمحاولة جمعهما، وأن المبادرة أتت برغبة قطرية، خصوصاً في ظل الحراك الخليجي إلى لبنان.

لكن وفق المصادر "لا رغبة لدى الطرفين بهذه الصلحة، وبالتالي العملية صعبة لكنها ليست مستحيلة، وأهميتها رص الصف السني في لبنان والوحدة الوطنية أجمع"، مضيفة: "الموضوع ليس جديداً، والفكرة كانت حاضرة منذ تكليف الحريري بتأليف الحكومة، وتوقيتها يرتبط بالتهدئة التي لمسها البعض من ريفي حيال الحريري، وبالتالي الحساسيات الشخصية يمكن أن تزول بوساطة اقليمية".