تعرّضَ لبنان لضربةٍ موجعة في خاصرته الأمنية، تمثّلت في الاعتداء الإرهابي على الجيش في بلدة بقاعصفرين في قضاء الضنّية، من خلال هجوم مسلّح على أحد حواجز الجيش، وقد أدى هذا الهجوم الوحشي إلى استشهاد الجندي عامر مصطفى المحمد وجَرحِ الجندي عبد القادر نعمان. 
الإعتداء الآثم والهمجيّ لقي إدانة واسعة لدى جميع الفئات اللبنانية، وأكد الجميع على الالتفاف حول الجيش في معركته الدائمة ضدّ الإرهاب.
وبدا أنّ هذا الاعتداء ليس موضعياً، ضدّ حاجز عسكري بعينِه، بل ضدّ المؤسسة العسكرية تحديداً، ولبنان خصوصاً، وقد دلّت التحقيقات الأوّلية إلى أصابع «داعشية» تكفيرية، تقف خلفَ هذا الاعتداء، لا سيّما وأنّ الأجهزة الأمنية والعسكرية تملك معطيات عن أنّ المجموعات الإرهابية تخطط لعملية إرهابية ضدّ الجيش والمناطق اللبنانية. وهذا ما أكّدت عليه اعترافات الإرهابيين الذين أوقفَتهم مخابرات الجيش في الآونة الأخيرة.
إن الاعتداء على الجيش اللبناني والتعرُّض له، أو محاولة المسّ بدوره ومعنوياته. ليس مقبولاً على الإطلاق،  وهذا هو لسان حال اللبنانيين عموماً وأهالي بقاع صفرين – الضنّية خصوصاً، والذين كانوا السبَّاقين إلى إدانة الجريمة الإرهابية مساء الأحد واستنكارها بأوضح لسان وبيان ممكن.
وليس أهل الضنّية وأهل الشمال كلّه، غرباء عن الجيش ولا الجيش غريباً عنهم. بل يمكن القول إنّ مَن يتجرّأ على التعرُّض للمؤسسة العسكرية الأمّ لا يمكن أن يكون عاقلاً أو وطنياً، بل العكس كل العكس هو الصحيح.
أهل الدولة والاعتدال والانفتاح في المنطقة الشمالية كلها، مثلهم مثل معظم اللبنانيين، لا يعرفون عسكراً إلاّ عسكر الشرعيّة ولا يعترفون بسلاح إلاّ سلاح الجيش، ولا يطلبون شيئاً أكثر من دوره الضامن للاستقرار والأمن والسلم الوطني، والحامي للوطن في الداخل على الحدود. وهم متأكدون من أن الجهات والهيئات الرسمية المعنية ستتمكّن من كشف المجرمين الإرهابيين الذين ارتكبوا تلك الخطيئة الكبرى في حق لبنان وكل اللبنانيين.
ويعرف اللبنانيون بالتأكيد، أن الإرهاب كان ويبقى وسيبقى غريباً عنهم وعن أهل الشمال وكل لبنان خصوصاً وهم الذين أكّدوا المرّة تلو المرّة تمسّكهم بنهجهم الوطني العام والجامع وبدولتهم وشرعيّتهم وجيشهم..
رحم الله ابن الشمال، الجندي الشهيد عامر المحمد، والتعازي لأهله اللبنانيين عموماً وللجيش قيادةً وعديداً.