تنعقد في المنامة اليوم، القمة الـ37 لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، بالتزامن مع جولة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على أربع دول خليجية، بدأت في الإمارات ثم في الدوحة التي وصلها أمس، على أن يتوجه اليوم إلى المنامة لحضور القمة ويبدأ بعدها زيارة رسمية، ثم يغادر الخميس إلى الكويت حيث يقضي فيها ثلاثة أيام.
القمة التي يتوقع مراقبون أن يسفر بيانها الختامي و «إعلان الدوحة» عن مضامين مهمة خلال البحث في قضايا ساخنة، مثل الحرب في اليمن والأزمة السورية والأطماع الإيرانية وما تقوم به طهران من محاولة زعزعة استقرار المنطقة، خصوصاً دورها في اليمن. وستحضر رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي القمة، في زيارتها الأولى إلى منطقة الشرق الأوسط.
وفي الدوحة، كان الاستقبال حافلاً لخادم الحرمين الشريفين الذي وصلها ظهر أمس، إذ اصطف على جانبي الطريق طلاب وطالبات المدارس مرحبين بالضيف، الذي أحاطت به فرقة الخيالة حتى وصوله القصر الأميري مقر استقباله الرسمي، وحضر فولكلوراً من التراث القطري.
وتسلم خادم الحرمين الشريفين من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد هدية تذكارية، وهي عبارة عن سيف المؤسس جاسم بن محمد آل ثاني.
وأكد أمير دولة قطر في تصريح صحافي بمناسبة الزيارة التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين، اعتزازه الشديد بالعلاقات الودية والتاريخية الوثيقة بين السعودية وقطر «التي أرسى دعائمها الآباء والأجداد، وحرصه على مواصلة تقويتها وتعزيزها وتطويرها لما فيه خير البلدين والشعبين الشقيقين ومصلحتهما».
ومن دبي، التي غادرها خادم الحرمين الشريفين، أكد نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أن السعودية والإمارات تجمعهما وحدة التاريخ والجغرافيا والمصير وتظللهما وحدة الفكر والموقف والتوجه، مشيراً إلى أن خادم الحرمين الشريفين يقود الأمة العربية نحو التوازن والقوة وحماية المصلحة.
وثمن نائب رئيس الإمارات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، المواقف التاريخية لخادم الحرمين الشريفين، وقال: «إن الأجيال القادمة ستذكرها والتاريخ يسجل بأحرف من نور مساعيه لتوحيد الصف وترسيخ قوة الخليج في مواجهة الأخطار التي قد تهدد أياً من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي كان للسعودية كبير الفضل في تأسيسه».
وقال إن «السعودية هي الضامن بعد الله للاستقرار، وخادم الحرمين الشريفين بحكمته وعزمه خير من نثق بقيادته المنطقة في هذه الظروف التاريخية الدقيقة، ولا شك في أن حجم الطموحات التي نريدها لشعبينا وسرعة التغييرات التي يمر بها العالم وقوة التحديات في منطقتنا، تتطلب هذه العلاقة الاستثنائية بين السعودية والإمارات».
وفي موضوع القمة الخليجية، قال وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان، إن دول مجلس التعاون متنبهة للخطر الإيراني في المنطقة، وإن التماسك الخليجي «في أفضل مراحله، وإن دول الخليج أقوى من أي وقت مضى»، مشيراً إلى أن الجولة الخليجية التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في الإمارات وقطر والبحرين والكويت، «جولة غير مستغربة، وفيها تحقيق لمصالح الشعوب الخليجية».
وامتدح الوزير السبهان في حديث إلى «الحياة» قبل انعقاد القمة، العلاقات الخليجية- الخليجية، قائلاً: «التماسك اليوم بين دول الأعضاء أكبر من أي وقت مضى، وذلك في ظل التحديات التي نعيشها اليوم، نحن في دول الخليج نمر في أفضل مراحلنا، ودول الخليج العربي كلها متماسكة وتعلم أن مصالحها واحدة، وأن ما يربطنا هو ليس علاقات سياسية، وإنما علاقات دم ومصير ومستقبل واحد، وجميع المهددات لنا واحدة، وكذلك النجاحات فهي لنا كلنا، ونعتبر أن نجاح أي دولة في أي مجال هو نجاح للجميع، والعلاقات في مراحل قمتها».
وانتقد التدخلات الإيرانية في المنطقة، مشدداً على أنها حملت الدمار إلى سورية والعراق وهدمت العلاقات بين الفلسطينيين واللبنانيين: «أعتقد أن الدول الخليجية اليوم على مسافة واحدة، ومتنبهة للأخطار الإيرانية، وتعيها، وتعي ما يحدث في المنطقة من تخريب إيراني واضح، وقرين التدخل الإيراني في المنطقة هو الدمار والتشتت والحروب. إيران دخلت فلسطين وهدمت العلاقات بين الإخوة، وفي لبنان ماذا عملت؟ وفي سورية والعراق وغيرها من الدول العربية. والحقيقة أن كل دولة توجد إيران فيها يوجد الدمار والخراب ومهددات الوطن الواحد، وهذا هو الهدف الإيراني، لكن الدول الخليجية متحدة وواعية أخطارها، وهي في جبهة واحدة وموحدة ضد هذه التدخلات».