تزداد هوة الخلافات بين الثنائي الشيعي "حزب الله" و"حركة أمل"، والثنائي المسيحي "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" عمقاً على خلفية الموقف من تشكيل الحكومة والتعامل مع العهد الجديد.

وإذا كان "حزب الله" فوض رئيس مجلس النواب نبيه بري التحدث بإسمه في الموضوع الحكومي، فإن "التيار الوطني الحر" غير منزعج من الإتهامات التي توجهها "القوات اللبنانية" إلى "حزب الله" وتحميله مسؤولية عرقلة تشكيل الحكومة، ووضع العصي في دواليب العهد لمنعه من الإقلاع، كما وعد جمهوره بعد إنتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية. وبعد الرسالة المشفرة التي أطلقها عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب أيوب حميد من عين التينة.

ولم يعد خافياً على أحد حجم الهوة بين الطرفين، ما يطرح مصير التحالف القائم بين "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" على بساط البحث، وبالتالي فهل توجيه الإتهام من قبل النائب حميد إلى تحالف "القوات" و"التيار" مجرد موقف سياسي، أم وراء الأكمة ما وراءها من المواقف غير المنسجمة بين الطرفين، وإلا لما كان "حزب الله" ليسمح لأحد نواب بري أن يستدرجه إلى الخلاف مع العهد.

ولا تستبعد أوساط مراقبة أن يترك الخلاف القائم بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" تداعيات مباشرة على "تفاهم مار مخايل" القائم بينهما منذ العام 2006، خصوصاً أن وصول عون إلى قصر بعبدا، سيدفع "التيار البرتقالي" إلى مراجعة حساباته بما يتعلق بمضون التوافقات في التفاهم القائم بينه وبين "حزب الله"، في الكثير من الأمور الداخلية والخارجية.


السياسة الكويتية