رأى عضو كتلة القوات اللبنانية النائب انطوان زهرا في حديث الى اذاعة "الشرق" أن "الظاهر في مسار تشكيل الحكومة، هو الصراع حول الحقائب، بينما الواضح ان هذا الصراع يبطن اصرار على اعادة عقارب الساعة الى الوراء والعودة الى المسار الذي تركه تطبيق اتفاق الطائف في ظل الوصاية السورية واعادة احياء ما سمي بالترويكا في تلك المرحلة، بمعنى ألا يحترم الدستور وفصل السلطات وصلاحيات الرئاسات وخلط الامور ببعضها تجاوزا للدستور وتكريس منطق الغلبة لفريق كان يستقوي بصفة المقاومة والوصاية، والان يستقوي بالسلاح وبتجاوز الدولة وسلطتها وموقفها ورأيها، وهذا ما يحاولون تكريسه مجددا في عرقلة انطلاقة عهد رأينا فيه عودة الى تطبيق الطائف كما وضع وليس كما تصرفت الوصاية السورية والى حماية الشراكة الوطنية الفعلية وتمكين كل المكونات من القيام بدورها ايجابا لمصلحة لبنان من اجل بناء الاستقرار والازدهار في هذا البلد".

وأكد أن "الأمور كانت تبنى على الانشقاق الحاد بين القوى المسيحية من أجل عدم مراعاة ما تريده وما تستحقه في ادارة شؤون البلد، واليوم يعبر عن الانزعاج من التفاهم والتحالف بين هذه القوى، علما أن ما نشهده اليوم بدءا من انتخاب رئيس، هو تفاهم بين التيار والقوات وتيار المستقبل".

اضاف:ان "استشارات تكليف رئيس الحكومة ملزمة لرئيس الجمهورية ويطلع عليها مجلس النواب، اما استشارات التأليف فهي للاستئناس بالاراء ومعرفة المطالب وينصرف بعدها رئيس الحكومة الى عملية التأليف بالتشاور مع رئيس الجمهورية".

وقال: "كل الشروط توضع اليوم لإفهام الرئيسين المعنيين انهما ليسا وحدهما اصحاب الشأن، وان هناك غيرهم ممن يريد ان يتجاوز حقوقه الطبيعية في تحديد حصته وصولا الى تناول حصص الاخرين وتجاوز الدستور والعودة الى الترويكا، ونحن نأمل ونشدد ونصر انه في ظل عدم تعرض احد لصلاحيات رئاسة المجلس النيابي يجب ان يرتب احترام صلاحيات الرئاسات الاخرى"، مشيرا إلى أن "حزب الله يظهر شروطه ويتستر خلف الرئيس نبيه بري وهناك نية بأن تكون الحكومة العتيدة على شكل حكومة تصريف الأعمال".

وأكد زهرا أن "تحالف التيار والقوات، خلق قوة نوعية باعتراف كل الاطراف إلا من لا يريد تشكيل الحكومة".

وعن قانون الإنتخابات النيابية، شدد زهرا على أن "القوات أكثر من تعرض للظلم بسبب قانون الستين وهي ليست اليوم معرقلا، بل تنازلت عن السيادية وقبلت بالحصة المعروضة عليها".

وتابع: "إن القوات اللبنانية لا ترفض ان يمثل اي فريق في الحكومة، لان هذا حق للجميع ومن يحاول احراجنا لاخراجنا عليه ان يفهم ان القوات شريكة هذا العهد وتستحق أن تطالب بما هو مناسبا ولن تقبل بوضع أي شرط عليها من أي جهة كانت".

وردا على سؤال ختم زهرا سائلا: "بعد الصراع على الحقائب هل يتوافق المتصارعون على التخلي عن كل شيء من أجل تشكيل حكومة تكنوقراط؟ نحن نتمنى ذلك".