حين أطلّت أديل جمال الدين للمرة الأولى، بدا أنّ "هيدا حكي" عثر على إضافة. شابة من الكورة، آتية بلهجتها وعفويتها إلى منزل المُشاهد. حلقة تلو أخرى، يتأكّد أنّها تترك فارقاً مُنتظَراً.

لن نحمّل أديل وحدها نهضة برنامج ("أم تي في") مرَّ على مدى مواسم بحالات صعود وتراجع، وتفاوتت فقراته وضحكاته وقراءته الكوميدية للحدث، لكنّها "اكتشاف" لمصلحته، وإضافة. لمح المُشاهد في الشابة لحظة تلفزيونية يبتسم لها. من المبالغة النظر إليها كـ"حالة" استخرجها البرنامج من العدم، أيّ من حيث لا مثيل لشخصها، لكنّها بالطبع "مفاجأة"، قرار "المغامرة" بإطلالتها في فقرة إلى جانب عادل كرم، جريء ومدروس، واكب الحاجة إلى "هزّ" المُشاهد بالطاقة والإيجاب ومنطق "النفضة".
أديل ورقة ناصر فقيه وعادل كرم الرابحة. عدم "التفذلك" حبَّب المُشاهد بها، و"غرابة" اللهجة والمفردات. "إنتَ مقضّيها من بيت قشاع لبيت رقاع وأنا عن راقبلك"، تقول لكرم الضاحك لها، وهذه الترجمة: "أنتَ تمضي الوقت هنا وهناك، فيما أنا أراقبُ ما يجري". اللهجة عنصر نجاح، كلّما احتدّت، تركت ضحكة. أديل تنقذ تلقينها مضمون الفقرة بقراءتها العفوية. تقلّل الإحساس بأنّ التفاصيل مدروسة ولا خروج عن النصّ أنملة (من ثغر "هيدا حكي"). وهي بتحلّيها بالتواضع والتنكيت على النجومية، تريح المُشاهد في اعتبارها "صوته" الصريح البسيط. يُخطئ النصّ إن حمَّلها أدواراً أخرى وأرادها على سبيل المثال مضحِّكة بأيّ ثمن. هي بآرائها في إخفاقات الشاشة، تختزل في الغالب رأي أيِّ مُشاهد بصرف النظر عن انفعالاته وطريقة تعبيره. "إيش عن تعمل هيدي عالتَلْفِزْيون"، استنكار شعبوي ينهض فجأة أمام أول مستوى استفزازي، وهذه لهجة أديل وخطابها النقدي، وهو استهجان لطيف على لسانها، إنشائي صبياني إن ورد على لسان ناقد محترف.
خبريات أديل ككِبر "الخُسيسة" في الرأس و"التعريم" تحت أضواء الشهرة، ألطف من حملها على الأكتاف ولعبة قمر أو هيفا وهبي. فلتكن هي. النصّ أحياناً حَبْس.