سواء كان الملثمون في استعراض الجاهلية من حزب التوحيد أو مستقرضون من حزب آخر فالمشهد يستحضر البعد الآخر للمناسبة التي أراد فيها الوزير وئام وهّاب إدانة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الذي ورّث على حياته ابنه تيمور ما ملك من مال وحزب وطائفة فأثار حفيظة وهّاب الرجل الصاعد على كتف غير طائفي لينازع على أرض الجاهلية زعيماً لا يُنازع في طائفته ولا في حزبه وكانت التجربة فاشلة في عهد الوصاية السورية ولم تفلح مع تجديدها على يد حزب الله الاّ أن الطارىء على التمثيل الدرزي استطاع ان يقول كلمته في وجه من لم يستطع أحد من قول ما قال وهاب بحق جنبلاط . 
لا شك بأن الحماية الموفرة للوزير وهاب بداية من النظام السوري, واستمراراً مع حزب الله ضمن حدود وسقوف يرضى عنها الحزب ويقدرها جيداً على ضوء مواقف جنبلاط من القضايا التي تلامس جوهر ايمانه السياسي في السلاح ودوره في المقاومة آنى كانت وحيث أرادت  هي التي ساهمت في خلق شبه منافس في ساحة ضيقة لزعيم الجبل وهو ما اعتاد على عداوة داخلية لعدم توفرها باستثناء عداوة أهلية مع الأمير طلال أرسلان وهي محسوبة جيداً وغير مؤثرة على البيت الدرزي . لقد أطلق وئام وهاب النار على وليد جنبلاط نتيجة لتراخي البيك الكبير بحقوق طائفته اذ  أنه رأى أن التمثيل الوزاري للطائفة الدرزية هش في حكومة الرئيس الحريري كما هو مطروح واعتبر أن الطائفة مرهونة ولا كرامة لها على يدّ جنبلاط الذي باعها لصالح ابنه البيك الصغير الذي لم يكبر بعد ولم يتعلم علم الزعامة وما هو عليه لايؤهله للجلوس على عرش جلس عليه روّاد الزعامة الجنبلاطية وهو لا يقبل بمن هو بأقل منهم درجة في العقل والدراية والحكمة . 
قال وهاب:" ماذا نفعل؟ نبقى منتظرين كيّ يكبر الولد وماذا لو بقيّ ولم يكبر ؟ لقد أخطأ جنبلاط عندما رضي بأقل مما هو حق للطائفة التي هي أكبر بكثير مما هي عليه لأنها امتداد تاريخي وجغرافي يتسع لدور عربي لطالما كان متقدماً وبارزاً وهو أخظأ عندما باعد ما بين دروز سوريا والنظام لهذا أدعوه وأدعو من معه ومن ليس معه من قيادات الطائفة الدرزية الى الاجتماع تحت لفّة المشايخ القائدة للجميع دوم استثناء ."
 طبعاً كلام وهاب سيذهب أدراج الرياح وهو غير مؤثر وغير فعال في شيء رغم الحضور الذي يحشده عادة كل النافذين في الوسط الدرزي لاعتبارات لا علاقة لها بالتوازنات داخل الطائفة الدرزية بقدر ما هي ضرورات تبيحها العقلية الدرزية التي تحاول أن تتجاوب مع الدعوات الدرزية دون أن تحرك ساكناً في ما يريده الداعي منها لأنها مؤمنة بوحدة الطائفة بقيادة جنبلاطية لا تضاهيها قيادة أخرى مهما دُعمت من قوّة لتنافس زعيم أهل الجبل . 
كان حضور حزب الله من خلال الحاج محمود قماطي غطاءً آخر لهجوم وهاب على جنبلاط وهذا ما فتح باب الأسئلة على مصرعيه حول توتر علاقة جنبلاط بحزب الله رغم أن الهدنة بينهما قائمة على أساس أن لا يتجاوز جنبلاط الخطوط الحمراء مع إعطائه هامش صغير للمناورة التي إعتادها في بلد لا تحكمه الأهداف الكبيرة ,فهل تجاوز الزعيم جنبلاط هذه الخطوط ؟ يبدو أن هجوم وهاب دليل على التجاوز وإلا لما سمح حزب الله لوهاب في الهجوم خاصة في مرحلة إعادة بناء ذاتي داخل المؤسسات على ضوء انتخاب رئيس للجمهورية أصرّ عليه حزب الله أو أنه هجوم مسبق كيّ لا يحاول جنبلاط تجاوز ما لايحتمله الحزب وهو بمثابة رسالة عاجلة على جنبلاط أن يقرأها جيداً مع بداية توازن سياسي داخلي جديد في لبنان . 
لا أحد ينكر على الوزير وهاب جرأته في الخصام وصراحته في السياسة وهذا ما جعل منه إعلامياً ناحجاً يأنس به أخصامه قبل حلفائه خاصة عندما يرتجل في السياسة ويحدد أسقفها بطريقة بنائية لبنّاء يجيد رصف الأحجار ووضع القواعد لها .