ما بين المصالح والصفقات، دفعت النبطية كما بيروت ثمنًا من بيئتها وصحتها، لتصبح أرضًا للنفايات، بعدما أقفل معمل فرز النفايات في وادي الكفور عن العمل.
وعليه.. تستمرّ معاناة وعذابات أهالي بلدة الكفور الجنوبية التي تأخذ أشكالًا متعدّدة، مع عودة أزمة معمل فرز النفايات على أرضها إلى الواجهة، وهو الذي يديره ويشرف عليه إتحاد بلديات الشقيف، والذي باتت تصدر عنه كمية كبيرة من العوادم تصل يوميًا إلى 70 طنًا، فيما تقوم شاحنات محملة بالنفايات بنقل نفايات طبية من مستشفيات النبطية إلى المعمل، حيث ترمى بطريقة عشوائية بقربه، ما أدّى لتحوّله لمكبّ عشوائي لنفايات بلديات النبطية.
فقد لبى أهالي النبطية أمس النداء الذي وجهه "المجتمع المدني" للإعتصام أمام سرايا النبطية الحكومية صبيحة الإستقلال بعد مضي أكثر من أسبوعين على تعثر ايجاد حلول واقعية لاعادة تشغيل معمل فرز النفايات في وادي الكفور فيما النفايات باتت تغطي الساحات والشوارع وصولاً الى باحات المنازل وألابنية.
وتقدم الحشد الذي تميز بحضور شبابي وعائلي تحت راية العلم اللبناني ممثلين عن أحزاب "الشيوعي" و"البعث" و"طليعة لبنان" وحركة "الشعب" واعضاء "تجمع الأندية والجمعيات الاهلية والمدنية في النبطية" إلى ناشطين من حملات "طلعت ريحتكن" و"بدنا نحاسب"، وقد ورفع المعتصمون لافتات "لا للمحارق" و"لرفع أيديكم عن معمل الفرز" و "النبطية مش مزبلة" وغيرها من الشعارات.
وألقى ابرهيم سرور كلمة بإسم المجتمعين قائلا:" أملنا بالعهد الجديد بأن يقطع دابر الفساد لأن أزمة النفايات في منطقة النبطية عكست مدى الإستهتار واللامبالاة فمشهد النفايات في الشوارع وأمام الجامعات والمعاهد والمدارس يندى له الجبين خجلًأ.
وطالب برفع قوى الزبائنية يدها عن معمل فرز النفايات ليستخدم كما أراده المصمم البيئي حلاً لمشكلة النفايات لا مشكلة إضافية عليها وهذا لن يتحقق ما لم نطلق حملة الفرز من المصدر و رفض إستقدام نفايات أقضية أخرى الى قضاء النبطية"، محملاً "إتحاد البلديات مسؤول عن ما يحصل فهو وقع العقد مع شركات الجمع و التشغيل ولم يتخذ أي اجراءات ردع لمحاسبتهم على تقصيرهم كما وزارتي البيئة والتنمية الإدارية واللجنة الثنائية (أمل- حزب الله)"، وقد أعلن أنهم"قدموا إخطارًا إلى المدعي العام البيئي لمتابعة هذه الكارثة مطالبين بإسترجاع الأموال المهدورة من المال العام على شركات لم تقم بالحد الأدنى من واجباتها سيما وأن الأموال التي خصصها إتحاد اللأوروبي لتشغيل المعمل لمدة ثلاث سنوات ستذهب بلا سدى طالما أن الحلول تدار بهذه العقلية الزبائني".
هي أزمة معمل النفايات في الكفور لا تكاد تنطفئ حتى تعود إلى الواجهة من جديد، فما يتحمّله الأهالي أكبر من قدرتهم، والمطلوب حلّ جذري، وقبل فوات الأوان...